البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

طالب ومطلوب .. وفهم مقلوب

كاتب المقال جاسم الرصيف    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6479 jarraseef@jarraseef.net


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


اذا كانت مشروعية إختلاف الرؤى مبنية على مصالح الشعوب وإنسانيتها، فشرف هذه المشروعية يستمد من الحرص على حمايتها من أعداء الشعوب الحقيقيين : الجواسيس الذين ينفذون أجندات حكومات أجنبية ضد البلد، لذا وضعت كل حكومات العالم، متقدمة ومتخلفة، عقوبات قاسية ومشروعة بحق من يتجسسون عليها لصالح دول أخرى، وصار الأمر من بديهيات العصر.

ومثلها مثل كل حكومات الأرض تعاملت حكومة الراحل صدام حسين مع جواسيس محليين لصالح أجانب، ووثقت أيام الإحتلال بمجئ الأحزاب ذات الأصول الأيرانية أن تلك الأحكام ضد جواسيسهم كانت في محلها، وربما أقل مما إقتضته الظروف تحسبا مما هو قادم، حيث أعفت الحكومة عن بعضهم وتغاضت عن بعض آخر سرعان ماتلقفته مخابرات معظم الدول الحالمة بتدمير العراق.
حسنا.

نجحت المعارضة، التي يمكن أن نسمّيها ( قديمة ) الآن، وهي ثلة جواسيس تعرفهم حكومات الدول العربية قبل غيرها، بإحتلال العراق مستعينة بأميركا وبريطانيا وأيران ودول أخرى فقدمت لنا النموذج التالي من الحكومات :
أولا : ( 14 ) وزيرا و ( 50 ) نائبا من حملة الجنسيات المتعددة، خلافا لكل الأعراف والقيم الوطنية في كل دول العالم، أكثر ما يثير القرف منها أنها قدّمت للعالم على أنها ( نموذج ) للشرق الأوسط، والأكثر إقرافا أن مامن دولة شرق أوسطية قد تعاطت أو تفكر بتعاطي إزدواجية الولاء الرسمية هذه، ومايوصل المرء الى قمّة القرف أن دولنا العربية تتلقى ( المسؤولين ) العراقيين، مزدوجي الجنسيات، بالإحضان والقبل الساخنة، وكأنها تقول ضمن لشعوبها أنها لاتستحي من إستقبال جواسيس علنيين قاموا بإحتلال بلدهم بالتواطئ مع أجنبي.

ثانيا : بوصفها الحكومة الأبشع من بين حكومات العالم تبنّت فرق الموت، محلية وأجنبية، حتى صار قتل المواطن العراقي، على الهوية، أو على شبهة ( الإرهاب )،والمقصود المقاومة المشروعة، صار ممارسة يومية تتمتع ب ( حصانة ) سنّتها وشرعنتها قوى الإحتلال الأمريكية الأيرانية الكردية، نسخا عمّا إستنبطته إسرائيل ضد الفلسطينيين، فنجحت في قتل أكثر من مليون، وتشريد أكثر من ستة ملايين داخل وخارج العراق، من مجموع ( 30 ) مليونا.

ثالثا : واذا كانت حكومة مصدّات الأحذية عمّن نصّبها قد نالت المركز الثالث لأكثر الحكومات فسادا على وجه الأرض، حتى لايكاد يمر يوم واحد دون سرقة من أموال الشعب العراقي، فقد زادت طينتها بلّة أنها الدولة الوحيدة التي تضم بين مسؤوليها عشرات الألوف من حملة الشهادات المزوّرة،ومن بينهم وزراء ومدراء عامين، ومئات الألوف من الوظائف الوهمية.

رابعا :الحكومة الحالية تمثل الآن أكبر دولة حاضنة للمرتزقة الأجانب في العالم، ويبلغ عديدهم أكثر من ( 150 ) ألفا، وسيزداد عديدهم بتزايد إنسحاب الجيش الأمريكي ــ حسب الإدعاءات التي لاتبدو صحيحة ــ وثمة حقيقة في طريقها للبروز تشير الى أن المضبعة الخضراء ستتولى صرف رواتب لمن يتبقى من هؤلاء ومن الجيش الأمريكي بعد عام 2011 ومن أموال الشعب العراقي لضمان إستمرار الجواسيس الأجانب في حكم العراق.

خامسا :أنها الحكومة الوحيدة في العالم التي يزورها المسؤولون الأمريكان والأوربيين والإسرائيليين وحتى الأيرانيين وغيرهم بدون إذن مسبق منها، والحكومة الوحيدة على وجه الأرض مع حكومة كرزاي، التي تستشير السفارة الأمريكية في كل مايعنيها داخل وخارج البلد، ومع ذلك تتشدق بأنها قد نالت ( الإستقلال )، مع أن مسؤوليها ونوابها يتعرضون لتفتيش الكلاب البوليسية وأجهزة السونار في كل مرفق أمريكي.

سادسا : الحكومة الوحيدة، بعد لبنان، التي يحكمها ممثلو طوائف متعاونين مباشرة مع قوات الإحتلالات المركبة في البلد، ممّن نالوا تزكيات من أجهزة المخابرات في أميركا وأيران وعصابات البيش مركة.
ماتقدم يوصّف جهة الطالب في هذه الأيام !.

أما المطلوب فهو :
كل العراقيين الذين رفضوا الإحتلال وأجنداته وبدون إستثناء كما هو معروف وواضح لكل الدنيا.
ولكن تم ّ التركيز على ( 170 ) من البعثيين العراقيين في سوريا، ليس بسبب تفجيرات مادعي بيوم ( الأربعاء الدامي ) لوزارة الخارجية التي كانت عراقية كما يفهم كثيرون، مضللين أو ضالّين، بل لأن البعثيين العراقيين في سوريا مدّوا جسرا بينهم وبين الأمريكان على الظن بأن هؤلاء يمتلكون شيئا من أخلاقية المحاربين، فلايكشفون أو يستغلون معرفتهم بأسمائهم وعناوينهم الحقيقية اذا فشلت ( المفاوضات ) التي كان فشلها مؤكدا ومسبقا.
الغطرسة الأمريكية الفارغة من معناها ومبناها معا جعلت هؤلاء يمررون للمضبعة الخضراء أسماء وعناوين البعثيين العراقيين المقيمين في سوريا تحديدا ــ مع مفارقة وجود بعثيين عراقيين في الأردن يبدو أنهم لم يثيروا إستياء أحد!! ــ وللأسباب التالية :

أولا : إدامة الضغط على سوريا، وإضافة مشكلة جديدة لها مع العراق فضلا عن مشاكل قديمة.
ثانيا : الضغط على البعثيين العراقيين في كل مكان للرضوخ للشروط الأمريكية وأولها إجبارهم على مشاركة الجواسيس متعددي الولاءات في العملية السياسية وتحت عنوان ( المصالحة الوطنية ).

ثالثا : خلق توترات أقليمية للتغطية على تزوير حاصل بكل تأكيد في الإنتخابات ( العراقية ) القادمة.
إذا !!..
المطلوب ( القديم ) صار طالبا،
والطالب القديم صار مطلوبا !!
.. ولكن المفارقة الكبيرة، إن على صعيد التأريخ أم على صعيد الأمن القومي العربي، أن الطالب الجديد هم عصابات جواسيس موثّقين، لايمكن حتى لمجنونين أن يختلفا عليه، ومايزيد المفارقة إفتراقا أن المطلوب القديم كان يقيم في سوريا كما هو حال المطلوب الجديد !!.
وقديما قال العراقيون في أمر الإختيارات الخاطئة مثلا :
( اليمشي ورا الجحش يتحمّل ضراطه !! ).


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، سوريا، احتلال، المنطقة الخضراء، حكومة عميلة، خونة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-09-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  طالب ومطلوب .. وفهم مقلوب
  بوش ومساعدوه .. قاب قوس من التحقيق
  تسونامي الهزائم الهادئة
  الأبيض والأسود .. ومابينهما !!
  قتل من يعرف.. ومن لايعرف مشروع قتيل
  هدية الله التي وصلت بريطانيا متأخرة من كنز العراق المفقود
  إبن باطل .. أتى بباطل !!
  شرعنة "الخيانة" الوطنية عربيا
  شمعتنا الأولى .. في ظلام سنة الاحتلال السابعة
  حارث الضاري
  خطاب أوباما القادم في يونيو / حزيران
  مضحكات "المضبعة" الخضراء في سنتها السابعة
  الطريق الصحيح يا هيلاري
  مجالس شيوخ العراق .. مقاومة أم مساومة ؟
  (ضيوف) العراق بعد 2011
  سعادة النغل في " العراق الجديد "
  المصالحة المشلوخة
  مع قراصنة الصومال
  مغالطات البنتاغون ربع الفصلية ( 1- 2 )
  أخطر مدينة في أخطر بلد
  جامعتنا العربية و ( اعداؤها )

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
الهادي المثلوثي، محمد عمر غرس الله، محمد اسعد بيوض التميمي، ياسين أحمد، د - محمد بن موسى الشريف ، صفاء العراقي، محمود طرشوبي، تونسي، جاسم الرصيف، صلاح المختار، سيد السباعي، محمود سلطان، خالد الجاف ، حسن الطرابلسي، إسراء أبو رمان، ماهر عدنان قنديل، د- جابر قميحة، علي عبد العال، محرر "بوابتي"، صفاء العربي، عزيز العرباوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عمر غازي، سامح لطف الله، سفيان عبد الكافي، إيمى الأشقر، فتحـي قاره بيبـان، عبد الرزاق قيراط ، العادل السمعلي، د - المنجي الكعبي، محمد الياسين، ضحى عبد الرحمن، د- هاني ابوالفتوح، رافد العزاوي، سلوى المغربي، سلام الشماع، رضا الدبّابي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - عادل رضا، د- محمود علي عريقات، أنس الشابي، يزيد بن الحسين، محمد يحي، محمد العيادي، فتحي العابد، عمار غيلوفي، حاتم الصولي، أحمد الحباسي، عبد الله زيدان، منجي باكير، طلال قسومي، د- محمد رحال، صالح النعامي ، مجدى داود، صلاح الحريري، عراق المطيري، د. خالد الطراولي ، د - مصطفى فهمي، صباح الموسوي ، فوزي مسعود ، حميدة الطيلوش، أحمد ملحم، الناصر الرقيق، رحاب اسعد بيوض التميمي، أ.د. مصطفى رجب، كريم فارق، مصطفى منيغ، رمضان حينوني، يحيي البوليني، وائل بنجدو، مصطفي زهران، د. صلاح عودة الله ، د. طارق عبد الحليم، حسن عثمان، محمد أحمد عزوز، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - الضاوي خوالدية، د. أحمد بشير، إياد محمود حسين ، محمد الطرابلسي، أحمد النعيمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سامر أبو رمان ، سليمان أحمد أبو ستة، د - محمد بنيعيش، د - شاكر الحوكي ، أشرف إبراهيم حجاج، المولدي الفرجاني، سعود السبعاني، نادية سعد، كريم السليتي، علي الكاش، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حسني إبراهيم عبد العظيم، فتحي الزغل، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الله الفقير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. عبد الآله المالكي، د. أحمد محمد سليمان، رشيد السيد أحمد، الهيثم زعفان، فهمي شراب، عبد الغني مزوز، د - صالح المازقي، أبو سمية، أحمد بوادي، مراد قميزة، رافع القارصي، محمد شمام ، عواطف منصور، خبَّاب بن مروان الحمد،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة