البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

هل تراجع الشيخ سلمان العودة عن شهادته حول تونس؟

كاتب المقال د - خــالد الطراولي    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 15074 ktraouli@yahoo.fr


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


منذ أسابيع فاجأنا الشيخ الفاضل الدكتور سلمان العودة بمقال تعرض فيه لزيارة قام بها لتونس تحدث فيه عن مشاهداته هناك، وقد تبعت المقال ردود عديدة كان أكثرها استغرابا ونقدا لما حملته الورقة. ولن أخفي أني كنت مدركا لأهمية ما ورد فيه، وأردت تناول الموضوع لكني وجدت البعض قد سبقني مشكورا ورأيت أن لا فائدة كبيرة في تكرار بعض الحديث والتزمت الصمت وقد كنت في الحقيقة معنيا أكثر بما ورد في المقال من موقف جديد للشيخ العودة تجاه الحركة الإسلامية وأردت الكتابة في ذلك حالما ينهي أفكاره التي وعد أنه سيواصل الكتابة فيها قريبا وأنا مازلت في انتظار ذلك حتى لا نبخس الشيخ الفاضل حقه ونزداد علما ويكون الحوار ناضجا واعيا.

في انتظار ذلك، أردت في هذه الورقة المتواضعة التعريج على موقف الشيخ الفاضل من زيارته لتونس على ضوء تدخله الأخير في برنامج "إضاءات" والذي يبدو لي فيه أن موقفا جديدا قد بدا يلوح في أطراف الحديث وأخذ ينسج أطرافه ولو ببعض الغموض أحيانا.

حمل حديث الشيخ الفاضل في مقاله "الإسلام والحركات" بطريقة غير مباشرة موقفا حاسما وواضحا تجاه الوضع العام في البلاد التونسية وخاصة في بابه الشعائري والديني فقال : "أني وجدت أن مجريات الواقع الذي شاهدته مختلفاً شيئاً ما؛ فالحجاب شائع جداً دون اعتراض، ومظاهر التديّن قائمة، والمساجد تزدحم بروّادها من أهل البر والإيمان، وزرت إذاعة مخصصة للقرآن؛ تُسمع المؤمنين آيات الكتاب المنزل بأصوات عذبة نديّة، ولقيت بعض أولئك القرّاء الصُّلحاء؛ بل وسمعت لغة الخطاب السياسي؛ فرأيتها تتكئ الآن على أبعاد عروبية وإسلامية، وهي في الوقت ذاته ترفض العنف والتطرف والغلو، وهذا معنى صحيح، ومبدأ مشترك لا نختلف عليه. "
كان هذا الوضوح في الموقف وكما عودنا الشيخ الجليل، رغم عدم ذكره لتونس مباشرة وقد زاد الموقف وضوحا فيما بعد في برنامجه "الحياة كلمة" لما أعاد ذكر سفره إلى تونس بالاسم، كان موقف الشيخ في الحقيقة جليا ولكن لفّت بأطرافه بعض النقائص التي ولّدت بوعي أو بغير وعي هذه التركيبة الشخصية لمشاهدات الدكتور العودة :
*كانت الزيارة قصيرة، يومان كما ذكر الشيخ الجليل
*كانت زيارة موجهة وليست حرة وهذا لا يعتب عليه الشيخ فالرجل له قيمته وقامته...
*كانت زيارة علمية ولذلك كانت ذات طرف واحد ولم يقع الاستماع إلى كل الأطراف، لأن المشهد لم يكن سياسيا وإن كان الموقف الذي تولد عنها سياسيا خالصا.

كل هذه العوامل أنتجت حسب نظري المتواضع ترهلا في الموقف مع احترامي للشيخ الفاضل ونبع عنه كل هذه الأسئلة الحائرة والمثارة والتي جمعتها كتابات وأقوال وحوارات متعددة : هل كان الشيخ مطلعا بالشكل الكافي على الحالة التونسية؟ هل غير الشيخ رحله ودخل خيمة السلطان؟ هل أصبح حكوميا كما قال بعضهم؟ هل أخطأ الشيخ بتوطئة لمقال فكري بزيارة شابتها التباينات فنالت من الفكرة والمقال؟...

لن أقف على معقبات المقال كما قلت، فما ورد تباعا كاف وزيادة، ولكني أريد التوقف قليلا حول الجديد الذي حمله التدخل الأخير للشيخ الفاضل في برنامج "إضاءات" هو بعض التردد والنسبية التي عوضت بعض الشيء منطق الإطلاق الذي شمل المقال، وخرجت بعض المفاهيم والمصطلحات الجديدة لتغطي الحسم الأول، وهكذا تتابعت الأقوال : ليست شهادة ولكن مشاهدة...هو انطباع ليومين...المقصود رسالة إلى الانفتاح بين البلدان...
نميل في الحقيقة إلى مثل هذا الحديث في الاعتدال في الموقف والنسبية الغالبة في الحديث، فالحالة التونسية معقدة ولا شك ولكن كثيرا من ملامحها تبدو واضحة والحديث اليوم عن بياض عام يسودها، فيه كثير من التكلف وعدم الدقة، ونحن لا نبخس الناس أشياءهم ولا نعتبر السواد يحف بكل المكان، ولعل منهجيتي في التعامل مع الوضع التونسي قديما وحديثا يتواصل مع هذه النسبية حيث أفرق بين المشهد وبين فاعليه والمساهمين فيه. فالمشهد العام لا يمكن فصله عن المشهد السياسي، ومشهد الحريات العامة لا يمكن فكه عن حرية التحجب أو ارتياد المسجد حتى وإن سلمنا بوجوده. وإذا كان المشهد العام مرتبكا ويغلب عليه اللون الرمادي، فإننا نعتقد أن هناك في الضفة المقابلة رجال ونساء وطنيون يؤمنون بكرامة المواطن ويسعون قدر جهدهم في جذب المشهد نحو مناطق البياض، إلا أنه هناك أيضا من يجذبه نحو مناطق السواد ولعلهم اليوم هم الغالبون، ولقد ذكرت دائما أن التعميم سواء كان في مربعات البياض أو السواد لا يجدي ولا ينفع، بل يزيد الإطار ضبابية ويساهم في إعانة الطرف المعادي للهوية وكرامة المواطن وحقوق الإنسان.

إن موقف الاعتدال الذي وصلنا إليه من خلال قراءتنا للحديث الأخير للشيخ الفاضل الدكتور سلمان العودة، والذي نحبذه ونتبناه، لا يجب أن يتمثل فقط في موقف نظري وإن كان تصحيحيا، ولكن يتنزل في حالة سلوكية وفعل عام، يتوجب هذه النظرة الثاقبة والتي تفصل ولا تعمّم، والتي تحدد موقعها ولا تعيش على الحياد، فموقف الاعتدال يتوجب تحديد الموقع وإن كان هذا الواقع متغيرا حسب تغيرات الحق والباطل. فإذا كانت السلطة خاطئة وجب على العالم وغير العالم التنبيه لذلك، وإذا كانت المعارضة مخطئة فلا تثريب من تصحيحها، فموقع الحق هو الثابت ولا يهم من حمله. وهي روح وفلسفة قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الحازمة، وهي التي تشكل حسب نظري ركنا أساسيا في النموذج الاجتماعي الإسلامي المنشود..
ختاما لقد وجدت بعض الصعوبة في مراجعة شيخنا الفاضل لما أحمله له من تقدير واحترام وحب، فالرجل بقامته وهامته وعلمه، وليتسع صدره أكثر وقد عودنا بذلك، لأني سوف أعود لاحقا إلى الموضوع الجوهر الذي عناه في مقاله وهو علاقة الحركة الإسلامية بالإسلام لما يستكمل الشيخ الجليل كتابته في المسألة كما وعد بذلك.

-------------------
ينشر بالتزامن مع موقع اللقاء www.liqaa.net


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، سلمان العودة، فقهاء السلطان، رجال دين، حركات إسلامية، صحوة إسلامية، منظمات إسلامية، تنظيمات إسلامية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-05-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الشعب يريد الانتخابات الفورية...رسالة برقية إلى أهل الشرعية
  التقارب بين النهضة ونداء تونس...أسئلة الحيرة !!!
  بعد قراءة كتاب "حاكمة قرطاج"... موقفك من ثلاث...
  لقد رأيتها بعد 14 سنة ونيف...
  الإسلاميون والانتخابات والاستخلاف : نشارك أم نقاطع ؟ النموذج التونسي
  رمضـان وناسك المدينة
  نحو ترشيح الدكتور الصادق شورو للرئاسيات (مشروع مبادرة من اللقاء الإصلاحي الديمقراطي)
  لمــاذا لا يريد بعض الإخوة الخير لبعضهم ؟ أو حتى لا يفشل الإعلام المعارض!
  هل غابت الجماهير العربية في تاريخها وحاضرها ؟
  La Finance Islamique en France et les intermédiaires… Quelques recommandations
  العـودة ومؤتمـرها أين الخلـل ؟ -2-
  العـودة ومؤتمـرها، أين الخلـل ؟
  هل فوّت الاقتصاد الإسلامي "فرصة" الأزمة
  هل تراجع الشيخ سلمان العودة عن شهادته حول تونس؟
  من كان حقيقة وراء الأزمة العالمية ؟ من التشخيص إلى البحث عن البديل
  الإســلاميون وصهر الرئيس : أين الخلل ؟ نموذج للعلاقة مع السلطة
  هل أدافع عن محمد صلى الله عليه وسلم في بيتنا ؟
  أزمـة البورصة والمقاربة الإسلامية
  رأيت رسـول الله، صلى الله عليه وسلم
  المواطن..المواطنة..الوطن السلسلة الذهبية المفقودة
  الأزمة المالية ومعالم البديل الإسلامي
  قامـوس غـزة الجديد إلى العالم
  غـزة وأسئلة طفلي الحرجـة !
  مطلوب عنـوان لمجزرة
  مشـاهد من وراء خطوط النـار الجزء السادس*
  مشـاهد من وراء خطوط النـار الجزء الخامس*
  عذرا، لا أريد أن أكتب عن غزّة!!!
  من خُفَي حُنين إلى حذاء الزيدي : حوار المقامات
  اجعلوا أضحيتكم وحجكم المكرَّر لأهل غـزة!!!
  كلمة حـق نصدع بهــا...في انتظار الجواب !!!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  12-06-2009 / 20:20:36   حمامي


هكذا تكون ملاحظتك أفضل وافقة يا أخي أبا سمية ولتعلم انني كما وضحت لك لم أشك في نيتك انما انتقدت اسلوبك، أعلم أنه قد يكون صعباً على المرء حذف مداخلته ولكن لا تحسبه شراً لك انما هو خير إن شاء الله ولن أتوان في طلب حذف مقال لي إن بين لي أخ أمراً لم أعلمه.

مع تحياتي لموقع بوابتي على حرصه والسلام

  12-06-2009 / 08:49:34   ابو سمية


الاخ الحمامي شكرا على تنويهك
ولكني لا اقول شيئا خطيرا والامر لايتعلق بنزع الاسلام عن الناس وانما عن المؤسات وهناك فرق كبير بين الاثنين

فها نحن نلاحظ ان امورا كثيرة تجري على غير الاسلام وهذا ماقصدته

واردت ان ارد على الاخ التونسي، بالقول انه لايصح عقد المقارنات بين واقعنا والواقع الذي تحرك فيه العلماء المشار اليهم، لان المقارنة لاتصح

  12-06-2009 / 08:13:53   بوابتي


تم حذف المداخلة المعنية لابي سمية، وذلك بعد تنبيه المتدخل الكريم الحمامي

  11-06-2009 / 22:40:57   حمامي
ولا تنسى أنك تكتب بمساحة عامة

لا تستطيع أن تعمم هكذا يا أبا سمية، تعلم مواقفي ولكن لست أدري إن كنت تستطيع نفي الاسلام على شخص أو دولة بهذه البساطة خاصة إن كان الأمر يمكن أن يؤدي إلى تهديد أمن المسلمين ودم المسلم حرام كما تعلم أخي، ربما كان الأجدى أن تناقش هذه الامور عند خاصة الخاصة فأغلب الناس غوغاء تحكمهم الحماسة وقد يفهمون غير ما تقصد ولا تنسى أنك تكتب بمساحة عامة. والسلام.

  11-06-2009 / 20:01:22   tounsi


قضية "الغاية تبرر الوسيلة" مذمومة إذا كانت هذه الوسيلة تخالف الشرع .. أما إذا كانت مسألة غير توقيفية كما الحال في قضية المنهج في حديثنا الحاضر فلا أرى فيها من ضير و لعلي أفيدك أن مسألة المنهج لم تكن يوما محل اتفاق.. ففيما يتعلق بعلاقة العلماء بالحكام مثلا تجد عدة مدارس .. فسفيان الثوري كان يقول "إذا وجدت العالم يختلف على الحكام فاعلم أنه لص" إضافة لما في التاريخ من أحداث تحكي تصادم العلماء مع الحكام على غرار قصة مالك مع المنصور و ابن حنبل مع المعتصم و ابن المسيب مع ءال مروان .. في المقابل تجد علماء مقربين من الحكام مثل ابن عبد السلام و الزهري و الأعشى و غيرهم .. مربط الفرس هنا هو متى يجب الصدام و متى يجب الحوار .. فالصدام كان مثلا أمرا لا مناص عنه في حالتي مالك و أحمد الذين أريد لهما أن يفتيا بخلاف ما يعتقدان(قضية طلاق المكره و مسألة خلق القرءان -تباعا-) .. و لكن التقرب منهم كان أمرا مجديا في تقرب ابن تيمية من قطز لتحريضه على التتر .. و وقوف ابن عبد السلام أمام تسلط المماليك .. و غيرها من الحوادث كثير .. فالعالم يقدر النهج المناسب ابتداء .. هكذا أرى الأمور و لعله من باب "التمس لأخيك عذرا" و الله أعلم

  11-06-2009 / 16:00:07   ابو سمية


الاخ التونسي

تقول ان الحكم على المنهج الجديد الذي يتقرب للواقع من خلال وسائل فاسدة، ينظر فيه بدرجة اولى في ما اذا كانت تلك الوسيلة الجديدة المتبعة قد اتت بنتائج ام لا

وهذا امر خطير للاسباب التالية

- مثل هذا الكلام يعني ان مقياس الحكم هي الفاعلية فقط، اي النتائج اي بمعنى اخر ما يقارب البراغماتية كما يقال
- مثل هذا الكلام، يعني ان الغاية تبرر الوسيلة، مادام لا ينظر لمقياس يشرع الوسيلة المتبعة، بما ان النتيجة والفاعلية هي الحكم
- مثل هذا الكلام، يعني بالنتيجة تشريعا للباطل، للاسباب التالية

- انه يكرس وسائله من حيث انه ينتهجها كطريق عوض اتباع الطرق الشرعية دون غيرها، وعمليا، فوجود مشايخ من خلال وسائل انتاج المنكرات هو تكريس للمنكرات وتشريع لها
- انه يعني ضربا للمنهج الاسلامي وللرؤية والبديل الاسلامي عموما، من حيث انه يقرر ضمنيا انها طرق قاصرة عن الايصال للاهداف
- النتائج المرجوة المزعومة، لاينتظر منها اي خير، لانها لن تكون باية حال نتائج طيبة رغم ظاهرها البراق، مثلا ان مايقال من اقبال على مظاهر التدين المنتجة من خلال وجود اولئك المشايخ بتلك الوسائل الفاسدة، لايجب ان تعطى لها قيمة كبيرة، فاقبال رواد قنوات الرذيلة على مظاهر التدين لن يكون له اي مدلول من الالتزام، لان هؤلاء المقبلون على التدين من خلال تلك الوسائل يكونون عادة نتاج حب المظهر والاقبال على السطحيات، فيكون تدينهم سطحيا ضره اكبر من نفعه، وانظر كدليل لذلك انتشار ظاهرة حجاب التبرج الذي انتجه وتزايد بقعل قنوات الفاضائية وشيوخ الفضائيات، وانظر شيوع مظاهر التدين المصحوب بتزايد مظاهر النفاق الاجتماعي، والسبب ان الامر يتعلق بتدين هش مصطنع ينظر فيه للكمية ولا ينظر فيه لعملية بناء شامل للشخصية المسلمة، وهو مادام تدينا تنتجه ادوات الرذيلة فلن يكون باية حال تدين صحيح، اذ لو كان صحيحا لبدا بضرب ماينتجه من تلك الادوات

وهاانك ترى النتيجة، شيوع مظاهر تدين زائف، مجزء منافق، اسلام غريب يقارب المسيحية في انزوائه وسلبيته

ومثل هذا الاسلام المشوه يشجع عليه بالطبع من المتمكنين من الواقع

اما ان الحل المقابل كما تقول وهو ان الصدام مع الواقع لم يات بحل، فالرد ان الحل المقابل ليس بالضرورة الصدام، ثم ان الصدام ايضا ان فشل فليس يعني بالضرورة فشلا في ذاته كوسيلة، اذ قد يعني ايضا فشلا في التمكن من تلك الوسيلة وعدم الاهلية لها من قبل القائمين على تلك المشاريع

  11-06-2009 / 13:51:59   تونسي


بصراحة أخي أبا سمية لقد أجحفت في حق الشيخ .. دون إيراد مستندات قوية لهجومك عليه حيث أخذت عليه أساسا أنه يظهر على ال إم بي سي .. كل ما في الامر أن الشيخ و الكثير ممن سلكوا نهجه توصلوا (بعد عمر من الخبرات و التجارب) أن الاسلوب الصدامي لا يجدي كثير نفع سواء مع العامة أو مع الحكام .. فما تراه أنت مداهنة لأهل الفساد من أصحاب الفضائيات يراه هو شغلا للمقعد الشاغر لأهل الاسلام على هذه المنابر .. التي سواء صلحت أو فسدت تبقى مسموعة الصوت و ذات دور لا يمكن إنكاره (دليلي في هذا التنظير هو الاهتمام الواضح للشيخ بالاعلاملا سيما من خلال مؤسسة الاسلام اليوم المحسوبة عليه).. نفس المفهوم ينطبق على علاقة هؤلاء المشائخ بالحكام .. و لك أن تلاحظ النتائج الكبيرة لاهتمام هؤلاء الشيوخ بالإعلام .. حيث لم يصيروا مسموعي الصوت في منابره التقليدية فحسب بل و صارت لهم مبابرهم الخاصة التي تناطح أعتى الفضائيات (هاك مثلا قناة الرحمة .. في رمضان الفارط حققت أعلى نسبة مشاهدة على نايل سات) .. فالمسألة ليست قضية فلان غير منهجه فحسب .. السؤال الذي كان يجب أن يطرح هل كان هذا التغيير موفقا أم لا و هل جلب نتيجة تذكر بالمقارنة مع المنهج السابق

  30-05-2009 / 09:33:04   ابو سمية
هل يقاس الناس من خلال مبادئ الحق والباطل، ام تستقى هذه المفاهيم من خلال الناس

أرى أن هناك أخطاء ترتكب حين تناول مسائل يكون طرفا فيها من يتحدث باسم الإسلام ممن يقدمون على أنهم علماء، كما هو الحال مع سلمان العودة

- لا يفهم الداعي لمخاطبة هؤلاء بأقدار مبالغ فيها من الاحترام كاستعمال الألقاب المسرفة في التبجيل من مثل "فضيلة" وغيرها، وإلا فان التحدث يالاسلام يصبح أداة للترقي والتمايز الاجتماعي، كان ياقل يا سعادة السفير وغيرها.

- نظرة البعض للمتحدثين بأمور الإسلام ومعاملتهم لهم، تعاني من خلل لايجد له سند في الاسلام، اذ انهم ينطلقون في الحكم على هؤلاء الأشخاص من خلال مايقدم ويقال عنهم وليس عما يفعله هؤلاء حقيقة.


- من ذلك ان النظرة ازاء بعض المتحدثين باسم الاسلام من اولئك الذين يسمون علماء، بقيت ثابتة في محل التقدير منذ مدد متطاولة، والحال ان هؤلاء قد اعتراهم مايعتري اي انسان من ضعف في الدين والتحول عما عرفهم الناس عليه من نصرة الاسلام ومدافعة اهل الباطل، ولكن الناس تأبى الا ان تبقيهم في نفس مرتبة التبجيل السابقة.

- فبعض العلماء برزوا حينما قاموا بإعمال تؤشر على غيرة على الدين (وهي المواقف التي رفعت من أسهم سلمان العودة في التسعينات حينما تصدى رافضا لبعض مواقف ال سعود)، ومنهم من لاقى العنت البسيط ومنهم من سجن، وهي المواقف التي صنعت شهرتهم، وهي نفسها المواقف التي بنت لهم مكانة في انفس الناس من انهم جمعوا العلم والعمل به، ولكنهم بعد ذلك بدلوا، فوالوا اهل الباطل الذين حاربوهم بالأمس وروجوا لهم وسكتوا عن المنكرات واتجهوا بدل ذلك للناس لائمين لهم مسفهين لمساعيهم التي تقصد التحرر من ظلم واستعباد أهل الباطل من حكام ومن يدور في فلكهم، ووضعوا علمهم كاداة تخدير وتعطيل لوعي الناس من ان ينتبهوا للواقع وحقيقته.


- ولما كان الأصل ان التقدير الذي يلقاه العالم مرتبط بعمله بذلك العلم ومدى صدقه وإخلاصه الظاهر، وليس لإحرازه العلم فقط، فان تغير هذه العوامل في القوة او في الوجود والعدم، تكون مدعاة لمراجعة مكانة ذلك "العالم" لدى الناس من حيث ان داعي تقديره لم يعد موجودا او على الاقل لم يعد موجودا بالمقادير التي بنت مكانة ذلك العالم لدى الانفس من قبل.

- ولما كان الواقع يقول ان بعض الناس تنظر ل"العالم" نظرة ثابتة، فهي تضعه في مرتبة سامية وتبقيه هناك من دون مراجعة، وان كان هذا الشخص أتى مايخرجه من ان يكون مسلما عاديا، فضلا على انه اتى ما يجعله اداة لاعاقة وعي الناس بالواقع الفاسد، فان هذا الوضع، يؤشر على خلل في افهام الناس، وان البعض من هؤلاء لايحكمون على الأامور من خلال مبادئ الحق والباطل، وانما يقلبون الأمور، فهم يقومون بفهم هذه المعاني من خلال مواقف الأشخاص "الأصنام"، وهو التمشي الفاسد من دون ريب.


- اما مسالة جدال سلمان العودة حول موقفه خلال زيارة تونس، فاني أرى ان الذين ردوا عليه وجادلوه عموما كانوا من الصنف الذي كنت أصفه، حيث ردوا على سلمان منطلقين من انه ذو مكانة، وهم ذهبوا في ردودهم تلك مذهبا لم يزد الا ان صعب عليهم الأمور، لانهم انفسهم قبلوا بفرضية ان هذا الشخص عامل للإسلام ذو مكانة عالية.

- والحال انه يوجد طريقة أخرى أسهل للرد على سلمان العودة وأمثاله وتسفيه كل كلامه، و يتمثل هذا الطريق ليس في نقاش محتوى رأيه، وانما اثبات ان سلمان هذا ذاته ليس شخصا ذا مصداقية، وانه لم يعد كما عرفه الناس بالتسعينات، وان المواقف التي صنعت شهرته، ياتي اليوم بكل مايخالفها ويعارضها، و بالتالي فان ارائه اليوم تعطي الدليل على صحة ماينتقده هو ويراه امرا غير مقبول.


- بمعنى عوض ان يناقش كلام العودة بالتفاصيل، يجب ان يناقش ويبرهن على تسفيه العودة هذا وامثاله، من مرتزقة العلم الشرعي الذين حادو عما كانوا هم انفهسهم يدافعون عنه بالامس، ويكفي لاثبات ذلك القليل من الجهد، حسب ذلك معرفة أن سلمان العودة هو عراب قنوات الرذيلة ام بي سي، بما يعني انه المتصدي لتكريس واقع الافساد وانه يحمل قدرا كبيرا من وزر تلك المفاسد، وانه الذي يعطي شرعية الوجود لتلك الموبقات وانه هو المروج لها من خلال غطاء شرعي سلبي عن طريق سكوته، دعك عما يقوله من تبريرات، وهي المواقف التي تعطي فكرة على زيغه

- إذن لو كان المسلمون يعاملون الناس حسب القرب والبعد من مبادئ الحق والباطل، لكان سلمان هذا منذ مدة محتقرا منبوذا في أعين الإسلاميين، فضلا على ان يعطى اي اعتبار لمايكتبه وينتقده
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رشيد السيد أحمد، سامر أبو رمان ، د. أحمد بشير، مصطفى منيغ، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - عادل رضا، إياد محمود حسين ، كريم فارق، محمد الياسين، رضا الدبّابي، سليمان أحمد أبو ستة، جاسم الرصيف، الهادي المثلوثي، سعود السبعاني، د- محمد رحال، الناصر الرقيق، رافد العزاوي، صلاح المختار، خالد الجاف ، أحمد النعيمي، عبد الله الفقير، د. طارق عبد الحليم، د - محمد بن موسى الشريف ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عمار غيلوفي، د - شاكر الحوكي ، إسراء أبو رمان، مجدى داود، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الرزاق قيراط ، طلال قسومي، سلام الشماع، الهيثم زعفان، علي عبد العال، محمود سلطان، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - الضاوي خوالدية، مراد قميزة، صلاح الحريري، د- هاني ابوالفتوح، إيمى الأشقر، محمد اسعد بيوض التميمي، خبَّاب بن مروان الحمد، عراق المطيري، د - مصطفى فهمي، محمد العيادي، سلوى المغربي، صفاء العراقي، عواطف منصور، نادية سعد، حاتم الصولي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، ضحى عبد الرحمن، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صفاء العربي، محرر "بوابتي"، حسن عثمان، محمد الطرابلسي، د - محمد بنيعيش، العادل السمعلي، رافع القارصي، يزيد بن الحسين، محمد عمر غرس الله، عبد الغني مزوز، صالح النعامي ، علي الكاش، د - صالح المازقي، أبو سمية، عزيز العرباوي، ياسين أحمد، فتحي الزغل، محمود فاروق سيد شعبان، أشرف إبراهيم حجاج، مصطفي زهران، حسن الطرابلسي، فهمي شراب، د- جابر قميحة، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. خالد الطراولي ، ماهر عدنان قنديل، حميدة الطيلوش، سفيان عبد الكافي، أحمد ملحم، كريم السليتي، يحيي البوليني، د. عبد الآله المالكي، سامح لطف الله، صباح الموسوي ، د- محمود علي عريقات، عبد الله زيدان، عمر غازي، أنس الشابي، د.محمد فتحي عبد العال، أ.د. مصطفى رجب، فتحي العابد، محمد أحمد عزوز، فوزي مسعود ، فتحـي قاره بيبـان، د. أحمد محمد سليمان، محمد يحي، تونسي، أحمد الحباسي، المولدي الفرجاني، د - المنجي الكعبي، سيد السباعي، منجي باكير، أحمد بوادي، محمود طرشوبي، د. صلاح عودة الله ، محمد شمام ، رمضان حينوني، رحاب اسعد بيوض التميمي، وائل بنجدو،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة