البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

إقصاء الشريعة عن الأحوال الشخصية خطوة كارثية

كاتب المقال مجدي داود   
 المشاهدات: 8304



الشريعة الإسلامية اليوم تتعرض لحرب ضروس تستهدف إبعادها تماما ونهائيا عن آخر ما تبقى لها من مجال يستمد فيه أحكامه منها ألا وهو مجال الأحوال الشخصية , الذي يراد له اليوم أن يغير ما به من أحكام مستمدة من شريعة رب العباد وهى الشريعة الوحيدة الصالحة لحماية المجتمع من الانحلال الأخلاقي والاجتماعي .

إن ما تسرب عن مشروع القانون - قانون الأحوال الشخصية - لهو إن صح كارثة سوف تحل بالمجتمع المصري بكافة أوساطه الاجتماعية وفى كل مكان في الوطن , فما يدور الحديث حوله من تضييق وتحديد لشرع الله في منع تعدد الزوجات وجعل ذلك وفق شروط صعبة لا صلة لها بالشرع من قريب ولا من بعيد ، وكذلك ما يدور حول إلغاء القوامة وغيرهما .

وقد قصدت الحديث عن هاتين النقطتين دون غيرهما فالنقطة الأولى والخاصة بمنع وتقييد تعدد الزوجات فهو علاوة على مخالفته لشرع الله عز وجل الذي أباح التعدد شريطة العدل بين الزوجات فقال تعالى { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ } [ النساء / 3 ] , إلا أن هذا الأمر سيكون له عواقب وخيمة على المجتمع ككل للأسباب الآتية :

1-إن الإحصائيات تؤكد أن عدد مواليد الذكور أقل بكثير من عدد مواليد الإناث وهذا يعنى أنه بدون تعدد فإن الآلاف من الفتيات سيبقين بدون زواج وهذا معناه أن بابا للزنا وانتشار الرذيلة سيفتح على مصراعيه ولن يستطيع أحد أن يغلقه خاصة في ظل عدم وجود أي عقوبة رادعة لجريمة الزنا في القوانين المصرية .

2-إن التعدد يكون في كثير من الأحيان أمر ضروري لا يمكن الاستغناء عنه وبالتالي فقد يتجه الرجال إلى الزواج السري كامل الأركان دون توثيق العقد أو إلى الزواج السري الغير شرعي المسمى بالزواج العرفي , فنحن إذا كنا قد فشلنا في محاصرة الزواج العرفي وتحجيمه بل إنه ينتشر بصورة مروعة بين شباب الجامعات وما ينتج عن ذلك من فضائح ومصائب وقضايا ترفع أمام المحاكم , فبالأحرى سنكون عاجزين أما مواجهة ما سينتج عن هذا القانون من كوارث اجتماعية تهدد ترابط المجتمع المسلم وتماسكه .

أما عن قوامة الرجال على النساء والحديث القديم الجديد عن المساواة والعدالة وأن القوامة تخالف العدل وما إلى ذلك من الدعاوى القبيحة فعلاوة على أنها تخالف الشرع الحكيم حيث قال الله تعالى } الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا } [ النساء /34 ] , فإن المطالبة بإلغاء القوامة تخالف المنطق والعقل الذي ينادون باتباعه ولا عجب في ذلك , فالرجل والمرأة هما أساس البيت وبما أنه لابد للبيت من قائد فهناك أمامنا ثلاث خيارات :

الأول / إما أن تكون القوامة للرجل وهو ما نص عليه الشرع الحكيم في الآية السابقة .

الثاني / إما أن تكون القوامة لكل من الرجل والمرأة على حد سواء وهذا يخالف المنطق لأنه سيحدث الشقاق والنزاع وفى هذه الحالة ستفكك الأسرة وليس أدل على ذلك من قول الله عز وجل { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } [ الأنبياء / 22 ] , فالولاية و القوامة أو الرئاسة لابد أن تكون لواحد فقط وهذا لا يمنع حق الآخرين في المشاورة وإبداء الرأي والعمل به إذا كان صوابا ، لذا فهذا الرأي مرفوض .

الثالث / أن تكون الولاية للمرأة وهذا ما يطالب به بعض العلمانيين وذوى العقول الفاسدة المفسدة الذين يتحدثون عن حرية المرأة , وقد سارت المرأة الغربية في هذا الطريق طويلا , ولكن المرأة بطبيعتها تحتقر الرجل الذي لا شخصية له , والمرأة بطبيعتها تريد أن تشعر بالأمان مع الرجل وتريد رجلا على قدر المسؤولية , أما هؤلاء فلأنهم يسيرون دائما عكس التيار , ولأنهم يريدون تخريب المجتمع والقضاء عليه فلا يجدون حرجا فيما ينادون به , ولكن يبقى العقل والمنطق والواقع والتجارب والشرع قبل كل ذلك يخالف ويرفض هذا الرأي .

وفي النهاية أقول أن ما يراد له أن يحدث اليوم سيكون له عواقب وخيمة لن نستطيع مواجهتها ولا الحد منها ، فالعقل العقل يا دعاة العقل .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تغريب، محاربة الإسلام، ليبيرالية، حداثة، تحرير المرأة، الأسرة، حقوق المرأة، تدمير الأسرة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-05-2009   alqlm.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حاتم الصولي، صلاح الحريري، صالح النعامي ، د- هاني ابوالفتوح، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مصطفى منيغ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أنس الشابي، الهيثم زعفان، رمضان حينوني، منجي باكير، فتحي العابد، د - صالح المازقي، عبد الغني مزوز، علي الكاش، ماهر عدنان قنديل، أحمد النعيمي، عبد الله الفقير، سيد السباعي، ضحى عبد الرحمن، فوزي مسعود ، محمود فاروق سيد شعبان، سامر أبو رمان ، إياد محمود حسين ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. خالد الطراولي ، محرر "بوابتي"، سفيان عبد الكافي، محمد شمام ، سعود السبعاني، صلاح المختار، محمود طرشوبي، خبَّاب بن مروان الحمد، حميدة الطيلوش، أحمد بوادي، يزيد بن الحسين، عبد الرزاق قيراط ، د - عادل رضا، محمد اسعد بيوض التميمي، خالد الجاف ، أ.د. مصطفى رجب، د. أحمد بشير، فتحي الزغل، أشرف إبراهيم حجاج، د. طارق عبد الحليم، صفاء العربي، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد أحمد عزوز، عواطف منصور، فهمي شراب، سامح لطف الله، صفاء العراقي، د- محمود علي عريقات، حسن الطرابلسي، د. أحمد محمد سليمان، د- محمد رحال، الهادي المثلوثي، عبد الله زيدان، د. مصطفى يوسف اللداوي، المولدي الفرجاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، كريم السليتي، الناصر الرقيق، عمار غيلوفي، أبو سمية، جاسم الرصيف، سلوى المغربي، رشيد السيد أحمد، سليمان أحمد أبو ستة، د - المنجي الكعبي، رافد العزاوي، كريم فارق، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - محمد بن موسى الشريف ، رضا الدبّابي، د. صلاح عودة الله ، حسن عثمان، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد ملحم، تونسي، د - محمد بنيعيش، مراد قميزة، محمد الطرابلسي، ياسين أحمد، عزيز العرباوي، د- جابر قميحة، عراق المطيري، د.محمد فتحي عبد العال، محمد الياسين، محمود سلطان، عمر غازي، إيمى الأشقر، د - مصطفى فهمي، مجدى داود، إسراء أبو رمان، علي عبد العال، نادية سعد، د - شاكر الحوكي ، د - الضاوي خوالدية، محمد عمر غرس الله، صباح الموسوي ، سلام الشماع، د. كاظم عبد الحسين عباس ، العادل السمعلي، مصطفي زهران، فتحـي قاره بيبـان، محمد يحي، طلال قسومي، يحيي البوليني، وائل بنجدو، رافع القارصي، د. عبد الآله المالكي، أحمد الحباسي، محمد العيادي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة