البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

فرض أنماط الحياة الغربية يهدد أطفالنا

كاتب المقال سحر المصري   
 المشاهدات: 6296



تُرى ما ستكون ردّة فعلكَ إن جاءك ابنك الذي لم يتعدَّ عامه الثاني عشر ليخبركَ أنه أصبح أباً؟! هو نفس الابن الذي لا يزال يدرس ويأخذ مصروفه اليومي منك ويلعب في البلاي ستايشن لساعات ويتخاصم مع اخوانه حتى من دون سبب! أستطيع أن أتوقّع ما سيكون موقفك كمسلم عربي حين تتلقّى مثل هذه الصفعة.. ولا أظنها بعيدة إن استمر الوضع على ما هو عليه من التحلل وانتشار الرذائل عبر القنوات التي أنشئت لهذا الهدف وإن لم نتحرك بكل جهدنا للصد..

نشرت مجلة الصان البريطانية في الأسبوع الماضي خبراً مفاده أن صبياً –آلفي بايتن- أصبح أباً لفتاة –مايسي- بعد أن أقام علاقة "غرامية" مع فتاة تكبره بسنة –شانتال ستيدمان- دون أخذ "الاحتياطات" ما أنتج حملاً استمر بعدما رفض الطرفان إجراء عملية الإجهاض للأم العزباء..

وكانت الشرطة قد بدأت تحقيقاً سرعان ما أغلقته لأنه "لا يصبّ في مصلحة أحد" والجدير بالذكر أن القانون البريطاني يحظِّر ممارسة الرذيلة لمن هم دون السادسة عشرة من العمر.. ويكأنّه لا بأس بأن يكون هناك علاقات محرّمة وتفلّت ولكن على أن يكون ذلك بعد سنٍّ معيّن!

وبالنظر إلى أسباب هذه الظاهرة فقد أرجع البعض في بريطانيا مسؤولية هذا الحدث إلى مادة التربية الجنسية في المدارس والبعض الآخر حمّل المسؤولية للتفسخ الاجتماعي الحاصل هناك..

وهنا سؤال يطرح نفسه وهو موجّه للمتشدّقين بإطلاق الحرية كاملة في مجتمعاتنا الشرقية والذين لا يرون في كل ما هو غربي شيناً بل حضارة ورقي "هل تريدون أن تنتشر الرذائل في مجتمعاتنا ويصبح أطفال المسلمين آباءا وأمهات كهؤلاء؟!"

يا أيها التائهون في فضاءاتها.. إن السبب الحقيقي لما تغصّ به مجتمعاتكم هو انعدام الدين والأخلاق والتربية! وأي سببٍ آخر هو هروب من الحقائق التي تبلورت أو نتيجة لفقدان هذه الركائز الثلاث لأي مجتمع سليم..

هزّني خبر "الطفل الأب" لأنّ هذا ما يُخطّط له لمجتمعاتنا العربية.. فللأسف نحن شعوب مهزومة تنظر الى الغرب نظرة تمجيد وإكبار وكلما دخلوا جحر ضبٍ دخلناه.. واليوم نخشى على مجتمعاتنا أكثر حين استبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير.. وحين اقتبست من "حضارتهم" ظلمات تراكمت بعضها فوق بعض.. فانتشرت الفضائيات الهابطة وقلّت التربية واقتحمت الانترنت عقر غرف نومنا لتكمل مهمة تضييع الجيل وسيطرت الشهوة على العقل فتعدّدت سبل الإشباع في طرقٍ محرّمة!

إنّ أكبر نسبة من الاستشارات التي ترِد مواقع الاستشارات تتناول موضوع إدمان الشباب للعادة السريّة وإدمان الزوج للمواقع الإباحيّة والأفلام الجنسيّة.. والشوارع حبلى بعمليات التحرّش بالنساء حتى المحجبات لم يسلمن من هذا الأمر.. والسِفاح وزنا المحارم منتشر والأخبار تهدّ الكيان فهذا أبٌ يعاشر ابنته لأكثر من عشر سنوات وهذا عمّ فضّ بكارة ابنة أخيه وهذا خال يتعدّى على ابن أخته والحديث يطول وهو مؤلم وفظيع.. فأن يتحوّل الإنسان الذي كرّمه الله جل وعلا بالعقل والخُلُق إلى وحشٍ كاسر لا يفكّر إلا بإشباع نَهم شهوة الفرج لهي أكبر الكوارث التي يمكن أن يُبتلى بها مجتمعنا العربي..


ومن هنا تقع على عاتق كل عائلة حماية أبنائها وبناتها من براثن هذه المصائب المستشرية وتتجلّى أهميّة التربية الجنسية الصحيحة على الهدي النبوي لتوعية الأبناء والبنات على مخاطر الانزلاق وراء الشهوة ولإرشادهم أن هذا "الجنس" هو عملية طاهرة لاستمرار الجنس البشري وهي نِعمة من الله تعالى كنِعمة البصر وغيرها..
فليبدأ كلٌّ منّا من بيته بوضع أسس وقواعد يلتزم بها أهل البيت وإن امتنع أحدٌ منهم فالحوار هو السبيل للإقناع ابتداءًا.. فهو الجسر الذي على الأهل تمكينه بينهم وبين الأبناء ليستطيعوا عبره أن يدلفوا إلى أعماقهم ويتفهّمونهم وبالتالي تصبح عميلة الإرشاد والتوجيه أسهل وفعالة أكثر..

ومن أهم هذه الخطوات التي يجب أن يتّبعها الأهل من داخل البيت لحماية أولادهم من الانحراف:

- التفريق بين الأولاد في المضاجع.. والفصل بين البنات والصبيان في النوم..
- عدم السماح لهم أن يناموا خارج البيت عند أصدقائهم أو أقاربهم..
- تعزيز فكرة مراقبة الله جل وعلا لهم وتنمية التقوى في أنفسهم..
- عدم السماح لهم بالاختلاء لفترات طويلة..
- مراقبة المواقع التي يدخلوها على الانترنت وتعطيل المواقع الإباحية بواسطة فلتر خاص..
- تشفير المحطات الخلاعية في الدش والإبقاء على الفضائيات ذات الأهداف الراقية..
- مراقبة أصحابهم فإن كانوا أهل سوء فحاولوا صرف الأبناء عنهم وتعريفهم على أصدقاء ملتزمين..
- انتهاج مبدأ جلسات الحوار العائلية الأسبوعية لبث الوعي والإرشاد بالحسنى وبالحب..
- التأكيد على التربية الجنسية المناسِبة في كل مراحل حياتهم – فيكون الرد على مستوى سنّ السائل وإدراكه - حتى لا يُترَك الأبناء للمجهول أو للمصادر غير السويّة لتعطيهم المعلومات الخاطئة فينزلقوا في أتون الانحراف رغبة في الاستكشاف..
- سرد قصص القرآن الكريم والصحابة والسلف التي تُعنى بزرع الفضائل والعفّة والطهارة في نفوس الأبناء كقصة يوسف عليه السلام وقصة ابنتي شعيب وقصة شبيه يوسف في زمن عمر رضي الله تعالى عنه وغيرهم..
- التركيز على تربية الإيمان والحياء والصبر والخشوع في الصلاة والصيام ففيه وجاء..
- الحث على الزواج المبكِّر..
- التحذير من الاختلاط بالجنس الآخر وإطلاق العنان للنظر والشهوة..
- اختيار المدارس الاسلامية التي نثق أنها لن تنشر مفاهيم وسلوكيات مخالفة لتعاليم ديننا..
- توعية المراهقين على اختلاف نظرة الغرب ونظرة الإسلام للعلاقات بين الشاب والفتاة..

وتقع على عاتق الجمعيات الأهليّة والحركات الإسلاميّة والمؤسسات الشبابية ورجال الدين والدعاة والعلماء أيضاً مسؤوليات كبرى في فضح هذا الغزو الإعلامي والفكري الغريب عن تقاليدنا وديننا وفي نشر الفضيلة والقيام بحملات ضد الفضائيات الهابطة واتشار النت دون مراقبة والسعي لتغريب شبابنا.. وضد كل ما من شأنه أن يساهم في انحراف هذا الجيل.. خاصة في ظل تلك المؤتمرات التي تهدف للتحلل من الأخلاق والطهارة كمؤتمر بكين الذي يدعو إلى "تمتع الفتاة بحريّة جنسية آمنة مع من تشاء وفي أي سن تشاء.. مع تقرير الإباحية الجنسية وإلزام جميع الدول بالموافقة على ذلك.. مع المطالبة بسَنّ القوانين التي يُعاقب بها كل من يعترض على هذه الحرية حتى ولو كان المعترض أحد الوالدين.. وتقليص ولاية الوالدين وسلطتهما على أبنائهما، حتى ولو كانت تلك الممارسات في داخل البيت الذي تعيش به الأسرة، فللفتاة والفتى أن يرفع الأمر إلى السلطات التي ستلزم بسنّ قوانين تعالج أمثال هذه الشكاوى؛ فالمهم هو تقديم المشورة والنصيحة لتكون هذه العلاقات (الآثمة) مأمونة العواقب سواء من ناحية الإنجاب أو من ناحية الإصابة بمرض الإيدز"..!!! وهذا غيضٌ من فيض!

أبناؤنا أمانة في أعناقنا.. ويجب أن نقضي جاهدين على كل المؤثِّرات السلبية للتغريب والعولمة ولا شك أن تقوية التربية الإسلامية فيهم هي السبيل الأنجع لحمايتهم وارتقائهم.. فلنشمِّر!


-------------------
وقع التصرف في العنوان الاصلي للمقال
مشرف موقع بوابتي



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

أطفال، تغريب، وسائل إعلام، غزو فكري، غزو إعلامي، حقوق الطفل، قنوات فضائية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-02-2009   almesryoon.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رافد العزاوي، سيد السباعي، د.محمد فتحي عبد العال، محمود طرشوبي، ياسين أحمد، عمار غيلوفي، خبَّاب بن مروان الحمد، ضحى عبد الرحمن، علي عبد العال، د. مصطفى يوسف اللداوي، صالح النعامي ، عواطف منصور، د - صالح المازقي، الهادي المثلوثي، سليمان أحمد أبو ستة، المولدي الفرجاني، عبد الله زيدان، د - مصطفى فهمي، محرر "بوابتي"، حسني إبراهيم عبد العظيم، فتحـي قاره بيبـان، حميدة الطيلوش، محمود فاروق سيد شعبان، عمر غازي، د. أحمد محمد سليمان، د. عبد الآله المالكي، وائل بنجدو، نادية سعد، سعود السبعاني، د- محمد رحال، يحيي البوليني، أحمد النعيمي، إيمى الأشقر، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - الضاوي خوالدية، صفاء العربي، محمد شمام ، صباح الموسوي ، د - شاكر الحوكي ، أحمد ملحم، فوزي مسعود ، أ.د. مصطفى رجب، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إياد محمود حسين ، أشرف إبراهيم حجاج، رمضان حينوني، سفيان عبد الكافي، أحمد الحباسي، مصطفي زهران، رشيد السيد أحمد، عزيز العرباوي، أنس الشابي، محمد العيادي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، ماهر عدنان قنديل، حاتم الصولي، سلام الشماع، د. أحمد بشير، مصطفى منيغ، د - المنجي الكعبي، صفاء العراقي، د. طارق عبد الحليم، منجي باكير، د - محمد بن موسى الشريف ، عراق المطيري، سامر أبو رمان ، أبو سمية، محمد يحي، سامح لطف الله، سلوى المغربي، كريم فارق، صلاح الحريري، مجدى داود، د - عادل رضا، كريم السليتي، محمد أحمد عزوز، محمد الياسين، د. عادل محمد عايش الأسطل، رافع القارصي، فتحي العابد، الهيثم زعفان، العادل السمعلي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الغني مزوز، عبد الرزاق قيراط ، أحمد بوادي، عبد الله الفقير، محمود سلطان، تونسي، فهمي شراب، أحمد بن عبد المحسن العساف ، خالد الجاف ، طلال قسومي، حسن عثمان، د- جابر قميحة، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الناصر الرقيق، مراد قميزة، د - محمد بنيعيش، علي الكاش، فتحي الزغل، إسراء أبو رمان، يزيد بن الحسين، محمد عمر غرس الله، د- محمود علي عريقات، د- هاني ابوالفتوح، صلاح المختار، حسن الطرابلسي، محمد الطرابلسي، رضا الدبّابي، د. صلاح عودة الله ، د. خالد الطراولي ، محمد اسعد بيوض التميمي، جاسم الرصيف،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة