البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

(37) جرثومة اليهود وانهيار الأمة : صنوان لا يفترقان

كاتب المقال د أحمد إبراهيم خضر - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 9906


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


"الأوضاع الراهنة فى بلادنا مروعة: انهيار فى الأخلاق، فقدان للشعور بالواجب، رب العائلة يهمل شؤون بيته ولا يعنى بتربية أبنائه لانصرافه إلى البحث عن قوت يومه، التربية الأسرية منعدمة، المجتمع بأسره متفسخ، تقككت فيه الروابط بين الآباء والأبناء وبالتالى تفككت تلك الروابط التى تربط بين العائلــة والدولة.
الأمراض الجنسية متفشية، البغاء، والإباحية، وكثرة اللقطاء، وأبناء الزنا، أمور لا تخفى على أحد. وتقف الحكومة والشعب تجاهها موقف من لا يستطيع أن يفعل شيئا. الدولة تكافح المرض بحصر الداء أو تنشغل بالمؤتمرات الطبية التى تدرس هذه الظواهر الخطيرة، لكنها تغفل مسببات المرض الذى ينحصر فى الممارسات الجنسية غير المشروعة التى ما أن تنتشر فى بلد ما إلا ويكون مصير شعبه الفناء. إن مجرد إلقاء نظرة على أوضاع الطبقات العليا فى المجتمع تكشف درجة الخطورة التى تخطوها أمتنا نحو الإنهيار.

ثقافة أمتنا تنحدر إلى الهاوية بفعل المؤثرات الغربية، الفن فى بلادنا يخضع لأهواء قلة منحرفة فكريا أتت بفكرة التجديد والإبداع لتحط من تراث أمتنا الثقافى ولتستهزئ بمقدساتها، تريد أن تقطع كل صلة للحاضر بالماضى، جعلت من الأدب الرخيص والفن الإباحى بضاعة سهلة التناول . كل ما يعرض لا يمثل إلا إنتاجا هزيلا لا أثر فيه للفكر أو الفن. حملات تشن على الدين والعقيدة بحجة حرية التعبير، المؤلفات والروايات الأجنبية المترجمة لا يجوز أن توضع بين يدى المثقفين فكيف بعامة الشعب؟.

( رجال) الدين فى بلادنا منصرفون عن هذه الأعمال التخريبية، لأنهم يتخذون الدين حرفة وصناعة لا عقيدة حارة دافعة، يقولون بأفواههم ماليس فى قلوبهم، يأمرون بالخير ولا يفعلونه، يدعون إلى البر ويهملونه، إنها آفة أصابت النفوس بالشك لا فى الدعاة وحدهم، ولكن فى الدعوات نفسها، بلبلت تصرفاتهم قلوب الناس وأفكارهم، لأنهم يسمعون قولا جميلا ويشهدون فعلا قبيحا فتتملكهم الحيرة بين القول والفعل، وتخبوا فى أرواحهم الشعلة التى توقدها العقيدة، وينطفئ فى قلوبهم النور الذى يشعه الإيمان، ولا يعودون يثقون فى الدين بعدما فقدوا الثقة بـ ( رجاله). بعضهم يحرف الكلم عن مواضعه ليوافق هوى السلطة، تراودهم أطماع الحياة الدنيا، وهم يجدون أصحاب المال والشهوات لا يريدون حكم الدين فيتملقون شهوات هؤلاء جميعا طمعا فى عرض الحياة الدنيا، رغم أن صلاح المجتمع وفساده مرهون بقيامهم بواجبهم.

ومن أعراض التفسخ فى أمتنا انعدام العزم والشجاعة الأدبية التى كانت من شيم آبائنا وأجدادنا وحل محلها التراخى والميوعة والتردد والتزلف.
لا شك أن مناهج التربية والتعليم مسؤولة عن هذا التفسخ الخلقى، حيث تظهر هذه النقائص والعيوب يشكل واضح فى مسلك رجالاتنا نحو رأس السلطة فيتقبلون كل شيئ تقوله لهم ويعتبرونه مقدسا. إنه التزلف الذى أوصلنا إلى هذا الحال الذى نحن فيه.

أما البرلمان فهوأضعف جهاز فى الدولة، يجتمع فيه الجبن والتهرب من المسؤولية وتكثر فيه الثرثرات الفارغة. إنه المسؤول عن عدم الانسجام فى سياسة الدولة وهو المسؤول عن الارتجال وعدم الإستقرار. إن كل خطوة خطتها الحكومة وجاءت ناقصة كانت نتيجة لإهمال البرلمان إن لم تكن خيانته. أكثرية جاهلة تتحكم فى البلاد لا تخرج عن كونها مجموعة من رجال مغمورين جعلت منهم الدعايات نجوما لامعة، عضويتهم فى البرلمان تتيح لهم حشو جيوبهم بالمال وتحقيق الثروات الضخمة على حساب الشعب المسكين.

أما الجيش الذى من المفترض أن يكون مدرسة الأمة وقوتها المعنوية ودعامتها المتينة، وبنيانها الصامد، فقد انصب عليه حقد الحاقدين ودسائس الدساسين من الأعداء فى الداخل والخارج، ليتحول إلى جثة هامدة لا يقوى على تحقيق نصرعسكرى واحد حاسم، إنما هى انتصارات وهمية واحتفالات ومهام هى من صميم عمل الهيئات المدنية. أعيد تشكيل عناصر الجيش والشرطة بحيث يستبعد منهما كل صاحب عقيدة صحيحة، ولا يبقى إلا المنتفعين العاطلين الذين لا يقدرون على المنافسة فى السوق الحر، ويغدق عليهم بالامتيازات شراء للولاء، لا غير فيصبح كل من الجيش والشرطة سلاحا للسلطة ضد الأمة وليس ضد أعدائها.

أما الإقتصاد، فإن المخلصين من رجاله يحذرون من خطورة رأس المال الدولى واستثماراته على البلاد واقتصادها. لكنه أصبح اليوم حقيقة واقعة، إنه لم يكتف بإشعال نار الحرب فقط بل جعل من السلم جحيما لا يطاق ولم يبق شخص مخلص واحد إلا وأدرك أن محاربة رأس المال الدولى واستثماراته والمعد منه للقروض بوجه خاص أصبح واجبا وطنبا لإنقاذ الأمة وإنقاذ حياتها واقتصادها.

تعلوالأصوات محذرة من تزايد السكان، ولكن ليعلم الجميع أن الطرق المتبعة فى الغرب فى هذا المجال لو اتبعت فى بلادنا فإنها تعنى ببساطة القضاء على هذه الأمة.

ولكن من المسؤول عن هذا كله؟ لا أعتقد أن هناك من يذهب إلى التجنى علينا إلى الحد الذى يزعم فيه بأن الواقع المخجل الذى صرنا إليه اليوم هو نتيجة ما فطر عليه شعبنا من ميوعة واستسلام . إن بعض السطحيين يحاول أن يجد عذرا لحكومتنا وتبريرا لمسلكها الشائن فى تدهور الشعب خلقيا وتدنى معنوياته ، وهو مستسلم منذ زمن لمشيئة أعدائه لا يحرك ساكنا أمامها، ونحن لا ننسى أن هذا الشعب كان فى الماضى مضرب المثل فى الشجاعة والنبل وعلو المقام إلى أن ألقى السلاح. إن الشعب ملوم ، ولكن أكثر اللوم يجب أن يلقى على حكومتنا التى تظهرنا إلى العالم الخارجى فى صورة كـأننا بلد بلا سكان وذلك بتصرفاتها المعيبة وباستسلامها الذى يكشف عن ضعف فى الإرادة . كيف يمكن لشعبنا أن يتعلق بالدولة وهو يراها خاضعة للقوى الدولية التى تسببت فى خراب بلادنا وأوصلتنا إلى هذه النهاية المؤسفة.

لقد حاولت الوصول إلى هذه الروح الشريرة التى تقف وراء تخلف أمتنا وانهيارها. وتوصلت فى النهاية إلى أن السبب فى معاناة أمتنا يرجع إلى هذا "المخلوق الوديع"، "ذو الشعر الأسود والأنف الطويل"، إنـــــه "اليهودى".

إن الله سينتقم من هؤلاء الذين يخالفون أحكامه، وإنى إذ أدافع عن نفسى ضد هذا اليهودى، فإنى فى الواقع أدافع عن مشيئة الخالق . نسى أهل الأديان أنه عدوهم المشترك فانصرفوا لقتال بعضهم البعض. نسوا هذا " الغريب ذو الشعر الأسود والأنف الطويل " الذى يعيش عالة عليهم ، ويدبر لهم المؤامرات ويلطخ دماءهم ويحطم مصالحهم ويقاسم أعدائنا فى الخارج تقسيم العالم فيما بينهم ساخرين من مشاكلنا الداخلية الحقيرة ، أما الشعب فكان فى غفلة من دسائس اليهود ، ولقد حاولنا لفت الإنتباه إلى الخطر اليهودى المتفاقم ، لكن الناس استنكروا علينا ذلك واتهمونا بالتطرف. لقد أجاد اليهود تمثيل أدوارهم وأتقنوا لعبتهم تماما ، حينما كانوا يلهون شعبنا الطيب بمسائل ثانوية جدا . لقد وجدت أن إتقان الكذب فن يجيده اليهود لأن كيانهم يقوم من أساسه على كذبة ضخمة وهى زعمهم أنهم " طائفة دينية " مع أنهم فى الواقع جنس كسائر الأجناس، وأى جنس هؤلاء ؟ لقد وصفهم " شوبنهاور" بأنهم أساتذة عظام فى فن الكذب، ولا شك فإن الرجل لم يظلمهم فهم بارعون فى كتابة الأكاذيب المضللة.
إن اليهود هم الذين شنوا الحملات على الدين فى الوقت الذى ترك فيه أهل الدين نعاجهم إلى الذئاب، وكانت النتيجة زعزعة الإيمان وتقلص الوعى الدينى . إن اليهودية العالمية تتقلب حسب كل حال وحسب كل وضع ، فهى تسعى إلى خداع الرأى العام وتسميم أفكار الأمم والشعوب باعتماد طرق وأساليب مختلفة ومخاطبة كل أمة بطريقة خاصة تترك أثرا عميقا فى نفسها . ينبغى أن يفهم شعبنا أن اليهودى حينما يقول الحقيقة إنما يحاول تغطية خدعة كبرى وأن كل إفتراء يصدر عن اليهود، إنما هو شهادة بحســــن السلوك .
إن الرشوة متفشية فى الدولة تفشى اليهود، فالرشوة واليهود صنوان لا يفترقان. لقد اختارت اليهودية العالمية بلادنا مسرحا لدسائسها، فعمدت إلى تخريب الوجدان القومى لشعبنا لتخضع مقدراتنا لإشراف المؤسسات المصرفية اليهودية، إن اليهود الذين يصفون أنفسهم بأنهم " شعب الله المخنار" هم الذين يوجهون اقتصادنا والإجراءات الإقتصادية التى تتخذ فى بلادنا ليست إلا لمصلحة اليهود ، فحياتنا الإقتصادبة معلقة بأيديهم ، حنى أن إنتاجنا الحربى بأسره خاضع لرأس المال اليهودى، وفى الوقت الذى أصبح الإقتصاد فيه كالعمود الفقرى للدولة ارتكبت غلطة كبرى ، حيث انصرف السياسة ومن بيدهم الأمر للتعاملات المالية وأبعدهم حب المال عن مهامهم الأصلية فوقعوا فى حبائل اليهود عند إبرام الصفقات. إن المؤامرات التى يحيكها اليهود هى التى تتلاعب بمقدرات شعبنا وتحاول إهلاك أمتنا، ومن هنا نجزم بأن كل الخطوات الغير موفقة التى اتخذتها الحكومة فى سياستها الداخلية وحتى الخارجية لم تكن وليدة الإهمال والخطأ وقصر النظر والجهل والإرتجال فقط بل كانت نتيجة حتمية للمخططات التى رسمها اليهود.

إن وجود يهود يهاجمون الصهيونية اليوم ليس إلا من باب التمويه ، إنه أمر مصطنع ، وهم يلعبون هذه اللعبة على امتداد العالم كله . وهى لعبة قذرة تعتمد على الكذب والرياء مما يتنافى والطهارة الخلقية التى يدعونها . إن كل طهارة يدعيها اليهود هى ذات طابع خاص. كنت أضطر إلى سد أنفى فى كل مرة ألتقى بأحد لابسى القفطان اليهودى، لأن الرائحة التى تنبعث منهم تبعث على الإشمئزاز. ولكن قذارتهم الجسدية ليست شيئا يذكر بجانب قذارتهم نفوسهم . لقد أثبتت لى الأيام أنه ما من عمل مناف للأخلاق وما من جريمة بحق المجتمع إلا ولليهود فيها يدا.

لقد لمست الحقائق التى ما كانت تخطر على بال كالدور الذى يلعبه اليهود فى ترويج سوق الدعارة والإتجار بالرقيق الأبيض . هذا الدور الذى يلعبه اليهود بمهارة شديدة لم ينتبه إليها شعبنا . إن هذا" المخلوق الوديع" هو الذى يستثمر البغاء السرى والعلنى ويحوله إلى تجارة رابحة . لقد استطعت أن أتلمس مدى تأثير هذا " الشعب المختار" فى تسميم أفكار شعبنا وشل حيويته، حينما وجدت أن أصابع هذا الآخطبوط اليهودى قد امتدت إلى جميع الميادين بل فرض سيطرته عليها وأصبح كالطاعون الأسود بل أشد منه فتكا. إن تسعة أعشار المؤلفات والنشرات والمسرحيات واللوحات الفنية التى تدعو إلى الإباحية المطلقة هى من صنع هذا " الشعب المختار" .
أما الصحف الكبرى فى بلادنا يوجهها اليهود وأتباعهم . لقد تحققت من تأثير اليهود على توجيه الرأى العام، وذلك بالنظريات والآراء التى تتناسب مع مصالحهم البعيدة الهدف . لم أوفق مرة واحدة فى إقناع يهودى أنه على خطأ وسرعان ما أدركت أن أسلوبهم فى الجدال يسير على قواعد خاصة، وهى اعتمادهم فى أول المناقشة على بلاهة خصمهم، فإذا لم يتمكنوا منه تظاهروا بالغباء فيستحيل على خصمهم أن يتحصل منهم على أجوبة واضحة، أما إذا اضطر أحدهم إلى التسليم بوجهة نظر خصمه فى حضور بعض الشهود ، فإنه يتجاهل فى اليوم التالى ما كان من أمره ويتظاهر بالدهشة إذا مااستجوبه الشهود ويسترسل فى الكذب ثم يزعم أنه أفحم خصمه بحججه الدامغة فى اليوم السابق.

لقد درست الإشتراكية، فاكتشفت أنها عقيدة مبنية على الحقد والأنانية، عقيدة يعنى انتصارها هزيمة البشرية، وما لبثت أن اكتشفت أيضا هذه الصلات الوثيقة بين هذه العقيدة الخطرة والمبادئ التى يدعو إليها اليهود. وأدركت مع الأيام أن اهداف اليهود هى نفسها أهداف الإشتراكية كشعب واليهودية كدين والصهيونية كحركة سياسية قومية. وعند دراستى للمسألة اليهودية تفهمت الحركة الماركسية دون عناء. ذلك أن اليهود هم الذين وضعوا مبادئها وتولوا الدعاية لها، وعرفوا كيف يستغلون جهود الذين كانوا ضحية لها. رجعت إلى تاريخ الشعب اليهودى عبر الأجيال وما كان له من تأثير فى توجيه البشرية فهالنى ضخامة هذا التأثير، وتساءلت يقلق : " هل يقضى القدر بأن يكون لليهود النصر النهائى ؟" وانكببت للمرة الثانية على دراسة هذه العقيدة الهدامة فى ضوء الأحداث السياسية المتجددة ، ودرست العلاقة بين الماركسية واليهودية وتأكد لى حقيقة اليهود ومراميهم فى إشاعة الفوضى والخراب فى العالم ليتمكن هذا " الشعب المختار" من استغلال الفوضى ويفرض مشيئته فى كل مكان ، ومن هنا قررت الإشتغال بالسياسة واضعا أمامى هدفا محددا: " إنه إنقاذ بلادى من خطرين عظيمين وعدويـــــــــن لدودين : " الماركسية واليهودية ".

إننا خسرنا الحرب لأننا أغضبنا الله والناس أجمعين، وإنى لأتساءل : هل من المعقول أن يصافح الشعب اليد التى أذلته؟ ومتى كان الواحد منا يضحى بمصلحة بلاده فى سبيل مبدأ "هولامى" يدعى بـ " السلام الشامل" الذى كان فى أصله ابتكارا يهوديا. كيف يمكن لنا أن نحالف شريكا تقوم مصلحته على خراب بلادنا ؟ وكيف يريد البعض منا أن أن نعقد الإتفاقات مع شعب شعاره الكذب والتلفيق والسرقة . إن الموجهين لسياسة بلادنا يحاولون من وراء الستار قيادة بلادنا إلى المصير المحتوم الذى يصير إليه كل شعب يقبل الإهانات والذل وهو مطأطئ الرأس لا يجسر على الدفاع . هناك أكثرمن دليل تاريخى يدل على أن الشعوب التى تلقى السلاح وهى لا تزال قادرة على حمله تفضل أن تتلقى الصفعات والإهانات والذل على معاودة القتال. لقد ألقينا سلاحنا ونحن لا نزال نملك القدرة على حمله ، فقبلنا شروط المنتصر وضعفت عزائمنا وأصبحنا عاجزين عن المقاومة. لقد قام أعداؤنا بسلسلة تدابير قاسية لإذلالنا وتعذيبنا ولم نكن فى وضع يسمح لنا بمقاومتهم . لقد عرف هؤلاء الأعداء كيف يخدرون فينا عزة النفس والكبرياء فقاموا بفرض تدابير السلام ببطْء وحذر لعلمهم أن هذه الطريقة أسلم عاقبة فاستطاعوا أن يحققوا أهدافهم دون الإضطرار إلى استفزاز شعبنا واستثارة نقمتنا، وكان نصيرهم فى ذلك حكومتنا المستسلمة ، وهكذا استدرجنا المنتصرون إلى التوقيع على معاهدات الصلح والرضوخ لشروط وتسويات مذلة جردتنا من الكرامة ومن أسباب البقاء . لقد بلغ بنا الإستسلام حدا خطيرا جعل البعض منا يعتقد أن مشروع السلام هذا إنما هو حدث بارز ونصر مبين . إن كل واحد منا يستطيع حمل السلاح ولكنه يفضل أن يمضى بسنوات حياته قابعا وراء مكتبه ولا يخدم وطنه هو خائن. إن كل فرد لا يشارك فى تقوية القدرة على النضال والثبات فى نفوس الشعب الذى يواجه أعداء خطرين لا تقف أطماعهم عند حد هو خائن. إن كل مواطن عضد السلام بالأفعال أو بالسكوت محطما بصمته ما يمكننا من إنقاذ أراضينا بكرامة لا بذل هو خائن. إن كل الأحزاب وممثليها الذين أقروا معاهدات السلام هم خونه بحق الوطن وحق الأمة . إن استرداد الأرض السليبة لا يتم بالخطب النارية التى يتفوه بها من يتقن صناعة الكلام . إن تحرير الوطن لا يتطلب ألسنة حادة وإنما يتطلب سلاحا حادا.

إذا كانت بلادنا مصممة على تغيير هذا الوضع الذى من شأنه لو استمر أن يزيلنا من خريطة العالم ، عليها أن تعرف من هو عدوها الألد وتتفرغ له لضربه بكل قواها وتغض الطرف عن أعدائها الثانويين ولو كلفها ذلك بعض التضحيات . إن شعبنا لن يتمكن من الوصول إلى مركز الصدارة إلا بعد أن يصفى حساباته مع الذين تسببوا فى انهيار الأمة ، كما أن شعبنا لن يتمكن من تهيئة نفسه للمعركة الكبرى قبل أن يتخلص من أعدائه وعلى رأسهم اليهود، وقبل أن يتمكن من نزع الأفكار الغير الصحيحة من عقول ملايين الناس من أفراد الشعب . إن أمتنا إذا أرادت أن تسترد اعتبارها لا بد أن تقوم فيها سلطة حاكمة قوية تحس بأحاسيس الشعب وتعبر عما فى صدوره. سلطة مستقلة استقلالا حققيقيا. إنه بدون هذه الحكومة القوية لا يمكن لنا ممارسة سياسة خارجية قادرة على صون كيان الشعب وتأمين غذائه وأسباب نموه. إننا إذا لم نضع حدا لتلاعب " الشعب المختار" بمقدرات أمتنا، فلن يمر وقت طويل حنى تتحقق نبوءة اليهود القائلة: سيخضع اليهودى شعوب الأرض جميعها ويصبح سيدها المطاع".ولهذا لن يكون لليهودى أو الماركسى مكان فى دولتنا الجديدة. سنقوم بتوجيه الشعوب حتى المعادية لنا بما يبيته اليهود لنا ولهم، سنخطط لشعبنا سبل الخلاص يحيث يكون كفاح شعبنا من أجل التحرر من سيطرة اليهود المشعل الذى يضئ الطريق أمام الشعوب الأخرى الراغبة فى التخلص من " جرثومة اليهود " . إن اليهود كالإنجلوسكسون، قد يتحولون عن أهدافهم لفترة محددة، لكنهم لن يتخلون عنها مطلقا.

إن اليهود أضعف من أن يستمروا فى محاولات إخضاع دولة كبرى لسيطرتهم لمدة طويلة لأنهم عنصر مخرب لا يحب النظام والبناء. إن حلم اليهود لن يتحقق أبدا ما دام على وجه الأرض دولة قادرة على سحقهم تحمل عقيدة قوية. وعلى أصحاب العقائد أن يدركوا أن العقيدة تأبى أن تكون حزبا من جملة الأحزاب القائمة ، إنها تطمح لفرض مبادئها ولا تسمح ببقاء أى أثر للنظام القديم . إن الملايين من شعبنا سقطوا أسرى لخدعة يهودية تقول بأنه يمكن مقابلة التحدى والعنف بالأسلحة الفكرية فقط فجردتهم من السلاح وجعلتهم يعتمدون على الفكر فقط كسلاح وحيد فى معركة حياة أو موت ، فأصبحوا بذلك تحت رحمة اليهود وعصاباتهم الشرسة. إنه فى الوقت الذى نقرر فيه اعتماد الوسائل الفكرية لنشر مبادئنا يجب أن نحتفظ بمبدأ القوة لدعم هذه المبادئ إذا لزم الأمر.
فى دولتنا الجديدة لن يكون للأحزاب السياسية القائمة أى شأن فى العمل الذى نقوم به . إذ كيف يمكن لهذه الأحزاب أن تعمل على هدم الأوضاع القائمة وهى مدينة بوجودها لفساد هذه الأوضاع ؟ . ولا يخفى علينا أن موجهى هذه الأحزاب من اليهود أو عملائهم. وكيف يرجى لهذه الأحزاب وخاصة أحزاب اليسار أن تقاوم هؤلاء الذين يوجهونها ويسخرونها لخدمة أغراضهم ومصالحهم؟

إن حرية الصحافة والإعلام عامة شيئ جميل، ولكن هذه الحرية تصبح عاملا من عوامل الفساد إذا لم تمارس حريتها فى الحدود التى ترسمها عقيدة الدولة ومصلحة الأمة. إننا لا يمكن أن ننسى موقف الصحافة المخزى. ألم تدعو صحافتنا إلى الديموقراطية الغربية وتمجدها؟ ألم تسهم الصحافة فى محاربة تقاليد شعبنا العريق مزينة له الإنغماس فى الملذات التى أضعفت مناعته الخلقية؟ ألم تكن مهمة الإعلام إضعاف الشعب اجتماعيا وقوميا ليسهل إخضاعه للرأسمال اليهودى؟. ماذا أعدت الدولة لدفع الخطر عن الأمة فى الوقت الذى كانت فيه معاول المفسدين من اليهود وعملائهم تعمل على هدم صرح الدولة فقضوا على حيويتها واخضعوها واقتصادها لرقابة العدو؟.

أما النقابات، فلا بد من تطهيرها من الأفاقين ولا بد من توجيهها وجهة صحيحة تصبح فيه قادرة على دفع الإنتاج إلى الأمام وتحمى فى الوقت نفسه تقاليد هذا الشعب العريق.

إنه يجب ألا يغيب عن بالنا أنه من المستحيل تقويم الخلق المعوج بعد أن يكتمل نضوج الفرد، لذلك يجب أن تبدأ التربية فى المنزل حيث يتولاها الآباء والأمهات. إنه لا أثراليوم للتربية الخلقية فى مدارسنا، ولكننا فى دولتنا الجديدة سنعطى هذه القضية اهتمامنا الأكيد، سنعلم الأطفال فى مدارسنا الفضائل التى يجب أن يتحلى بها كل شعب عظيم، سندربهم ليكونوا جنود هذه الأمة القادرين على تحمل واجباتهم فى أقسى الظروف . هناك طبائع مائعة تتطور لتصبح شريرة إذ لم يتعهدها المجتمع بالتربية اللازمة، كثيرا ما تذمرنا ونحن فى الجبهة من نزعة متأصلة فى شعبنا وهى الثرثرة التى كانت سببا فى تفشى الأسرار العسكرية مما أضر بمصالحنا العسكرية والإقتصادية ومنها أسرار الصناعات. لا بد أن يتعلم النشئ الجديد أن الثرثرة عيب وأن الكتمان فضيلة لا يتصف بها إلا الرجال الأفذاذ.

إن العناية بتقوية الأجسام ستكون من أولى خصائص دولتنا الجديدة. إن الثقة بالنفس هى ثمرة التربية البدنية وما أحوج شعبنا اليوم إلى الثقة بالنفس، ولو أن شعبنا مارس التربية البدنية إلى جانب الدرس والتحصيل لما تهاوى أمام النزوات والغرائز الجنسية ولما تمكن الخونة من إشعال نار الفتنة فى يلادنا . إننا لا يجب أن ننظر إلى التدريب من ناحية عسكرية بحتة بل يجب أن نجعله منسجما مع مصالحنا .إن شعبا من العلماء الضعاف جسديا، ضعاف الإرادة، ليبشر بسلام مثبط للعزيمة وليعجز عن توفير ما يكفل الحياة والأمن على هذه الأرض. إن نظامنا التربوى يحب ان يتعهد العقل والجسد معا بالإضافة إلى الأخلاق. كذلك سنقضى على مظاهر الخلاعة التى تثير الغرائز الجنسية وذلك بتطهير بلادنا منها تطهيرا كاملا يشمل المسرح والسينما والصحافة وكل وسائل الإعلام . إن صحة شعبنا تتطلب محافظتنا على أنفسنا أيضا حتى ولو كان ذلك على حساب الحرية الفردية والشخصية التى يتشدق بها دعاة الديموقراطية وهؤلاء اليهود المسئولون عن كل ظواهر الإباحية.

وعن نظام التعليم فى دولتنا الجديدة فإننا يجب ألا نحشو أدمغة التلاميذ بمعلومات لا قائدة منها ولا تفيدهم فى المستقبل.ما الحكمة من فرض تعليم اللغات التى يستفيد منها بضعة ألوف فقط من ملايين عديدة ، لتصبح هذه الألوف حاملة لثقافة أصحاب هذه اللغات دون ثفافة بلادهم . إن تعليم اللغات يجب أن يكون اختياريا. يجب ان تتعدل مناهج التاريخ فى دولتنا . إن التلميذ لا يعلم من الأحداث سوى تاريخ حدوثها ومكان حدوثها وأبطالها، لقد كان جهلنا بالتاريخ سببا فى فشل سياستنا الخارجية. إذ كيف ينجح رجل دولة إذا كان جاهلا بالخطوط الكبرى للتاريخ؟ إن عقيدة هذه الأمة وأبطالها هما محور التاريخ الذى سنلقته لتلاميذنا فى مدارسهم . سنربى بناتنا على هذه العقيدة وسنعدهن للإطلاع بدورهن العظيم كأمهات للغد .
إن التاريخ فد برهن أن الثورات الكبرى لم تحركها النظريات العلمية أو الحرص على نشرها بل حركها التمسك القوى برأى أو عقيدة".

هذه العبارات الحارة المفعمة بالإرادة والتصميم، لم يخطها قلم عربى، إنما كانت رسالة الزعيم النازى المعروف " أدولف هتلر"

إلى العالم التى سطرها فى كتابه "كفاحى"، أعدنا قراءتها وصياغتها لتكون أكثر اقترابا من الواقع العربى .

وصف " هتلر " نفسه يأنه الرجل الأول فى ألمانيا الذى دوخ العالم وقلبه رأسا على عقب. لم يكن هتلر" زعيما جاهلا، همه الأول هو السلطة، إنما إعادة بناء ألمانيا. يقول "هتلر" عن نفسه:" كنت أقضى وقت فراغى فى مكتبة أبى، أنكب على مطالعة كتب التاريخ وأتساءل .. لماذا انتصر هؤلاء ؟ ولماذا تخلف هؤلاء عن النصر؟ عشت وحيدا فى معترك الحياة وأنا لم أزل بعد فتى مراهقا لا أملك ما يقينى شر العوز بعد أن تبدل الحال ونفذت ثروة أبى فى علاج أمى المريضة. كان على أن أعمل لأعيش وكان سلاحى الوحيد هو الإرادة والتصميم على مواجهة المصير. لقد شق أبى طريقه فى الحياة ووصل إلى القمة التى وضع نصب عينيه أن يصلها، وفعلت أنا مثله ولكن ليس فى ميدان الوظيفة. وصلت إلى " فيينا" وقلبى عامر بالإيمان ومااستسلمت لليأس بل صممت أن أعمل إلى جانب الدرس والتحصيل، وإنى لأشكر العناية الإلهية التى وضعتنى أمام هذه الحياة القاسية وأنا فى مستهل عمرى وجعلتنى أذوق مرارة العوز فى عالم المحرومين، بدأت عملى كعامل بناء، تحررت من الكبرياء ومركبات النقص والخوف من الشامتين، لم يكن معى من رفيق سوى "الكتاب" الذى إن اشتريته، وقف الجوع ببابى يوما كاملا. كان " الكتاب" صديقى الوفى وبفضله توسعت معلوماتى وتبلورت آرائى مع مرور الزمن وأصبحت لى نظرياتى الخاصة التى كانت محور عملى فى المستقبل".
هذه هى قصة " هتلر" مع اليهود. وصف فيها تجربة ألمانيا معهم وحدد فيها خططه المستقبلية لإعادة بناء ألمانيا بعد تطهيرها مما أسماه "جرثومة اليهود " . وهو وإن كان فى منطلقه عنصرى نازى كما يرى الكثير من المحللين، فهذه هى قناعاته عن اليهود كما درسها ولمسها بنفسه.

أما " شارل فورييه " فقد انتقد اليهود انتقادا شديدا، وقد نقل عنه " المسيرى " فى كتابه "اليد الخفية" " قوله :" إن التجارة هى مصدر الشرور، وأن اليهود هم تجسيد لها، كما أنهم المستغلون الرئيسيون فى أوربا. واليهود ( فى تصوره) ليسوا جماعة دينية وإنماهم جماعة قومية غير متحضرة وبدائية ومعادية للحقيقة ، ولا بد للمجتمع من التخلص منهم بالدمج أو الطرد. وأشار " فورييه" إلى قوانين الطعام اليهودية على أنها قرينة على صدق كل الشائعات التى أطلقها أعداء اليهود عنهم مثل اتهامهم بأنهم يعتبرون سرقة المسيحى أمرا شرعيا مباحا لهم ، ولذا يرى " فورييه" أن لفظى " يهودى" و " لص" مترادفان ، وأن الإنسان عند التعامل معهم لا يتوقع سوى أكاذيب ولا شيئ سوى الأكاذيب التى يشجعهم عليها دينهم. بل ويرى " فورييه" أن اليهود عنصر تجارى لا ارتباط ولا انتماء لهم بوطن ، ولذا فهم لا يتورعون عن ارتكاب أعمال الخيانة العظمى ويعملون جواسيس لكل الأمم ، وجلادين لها ، وهم كذلك غيرمبدعين فى الفنون والآداب ، ولا يتميزون إلا بسجل طويل من الجريمة والقسوة. والنشاطات الإقتصادية لليهود كلها هامشية وشرسة وغير منتجة، فهم لا يعملون أبدا بالزراعة ويشتغلون بالتجارة والأعمال المالية . وهم إلى جانب ذلك متمرسون فى التهرب من دفع الضرائب ، ولا يستثمرون أبدا رأسمالهم فى الصناعة حتى لا يرتبط مصيرهم بمصير الدولة التى يعيشون فيها. ويقتصر نشاطهم على التجارة ، وعلى الإستيراد والتصدير حتى يحرموا تجار البلاد المضيفة من الإحتكاك بالبلاد الأخرى. وهم يحققون الثروات الهائلة على حساب المواطنين ، خصوصا وأنهم بخلاء إلى درجة أن بإمكانهم العيش على أقل القليل مما يساعدهم على مراكمة الثروة بسرعة. وكان تصور " فورييه" لعلاج المسألة اليهودية هو تطبيق قوانين قاسية عليهم ، ومنعهم من الإشتغال بالأعمال التجارية ، وإبعادهم عن الحدود والسواحل والأماكن التى يمكن أن يمارسوا فيها التهريب والتجارة. أما أتباع " فورييه" فكانوا يرون أن العرق اليهودى قبيح من الناحية الجسدية ، فوجوههم تخرق قواعد الجماليات ، والعرق اليهودى عرق طفيلى كلية يصيب المجتمع بالتحلل. ولم يختلف رأى " أدولف ألايز" عن رأى " فورييه" و" هتلر" فقال : أن اليهود مثل البكتريا القذرة ، تؤدى إلى عفن المكان الذى تصل إليه. وقد ربطت مدرسة فورييه بين ماركس والبلشفية من جهة وبين ماركس واليهودية من جهة أخرى. وقال " يوجين دوهرنج" عن اليهود " إن جمجمة الإنسان اليهودى ليست جمجمة إنسان مفكر فهى ملأى على الدوام بالربا ، وأن الحل بالنسبة إلى اليهود هو القتل أو الطرد" (المسيرى 147-151).
هذا هو رأى " هتلر" و " فورييه" فى اليهود. أما المفكرون الإسلاميون فقد توصلوا إلى تفصيل دقيق لطبيعة اليهود كما عرضها القرأن الكريم عرضا صادقا دقيقا أمينا فى شتى المناسبات.

يقول المفكرون الإسلاميون :" طبيعة اليهود، طبيعة صلدة جامدة، مغطاه، مخلخلة العزيمة، ضعيفة الروح، ما كادت تهتدى حتى تضل، وما كادت ترتفع حتى تنحط، وما تكاد تمضى فى الطريق المستقيم حتى ترتكس وتنتكس، وذلك إلى غلظ فى الكبد، وتصلب عن الحق، وقساوة فى الحس والشعور، لا يدركون إلا المحسوسات، جهل وحمق إلى أبعد الحدود، فهم أشرار تثقل النصيحــة على نفوسهم، نقض للعهد، تفلت من الطاعة، نكوص عن التكليف، تفرق فى الكلمة، تولى عن الحق، ظلم وصد عن سبيل الله، كبر وبخل بالعلم، يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، لا يعتقدون تماما بجدية الحساب يوم القيامة، وجدية القسط الإلهى الذى لا يحابى ولا يميل، ويعتقدون أن النار لن تمسهم إلا إياما معدودة،.يشترون الضلالة بالهدى، طابعهم الأصيل تحريف الكلم عن مواضعه، يحسبون أن الله لن يفتنهم بالبلاء ولن يأخذهم بالعقاب،" حسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا"، يزورون على الله عز وجل. يدعون أنهم لا يزالون " شعب الله المختــــار" وهم الذين قالوا "إن الله فقير ونحن أغنياء، وهم الذين قالوا: " يد الله مغلولة". لا زالوا يدعون ذلك حتى بعد أن انحرفوا عن منهج الله، وعتوا فى الأرض عتوا كبيرا، واجترحوا السيئات التى تضج منها الأرض، وبعد أن أحل لهم أحبارهم ما حرم الله عليهم وبدلوا شريعة الله فاتبعوهم ولم ينكروا عليهم ذلك، لا يتأدبون مع الله تعالى فكثيرا ما يعدلون الخالق بالمخلوق حتى يصفون الله تعالى بالعجز والفقر والبخل وغير ذلك من النقائص التى يجب تنزيه الله عنها، وهــى من صفات خلقه، .أطماعهم لا تنتهى وأهواؤهم لا تعتدل، أحقادهم تجعلهم يشهدون للباطل وأهله ضد الحق، لا يطيقون أن ينعم الله على عبد من عباده بشئ من عنده، لا تستشعر قلوبهم الإيمان، طبع الله على قلوبهم بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا، وألقى العداوة والبغضاء بينهم إلى يوم القيامة، وهم فى شحناء وذل وفى تشرد، ومصيرهم إلى مثل ما كانوا فيه مهما علا أمرهم.لا يسلمون إلا تحت الضغط والقهر، لا يثبتون على قول ، عندهم قحة وافتراء ، يأكلون أموال الناس بالباطل، يأكلون الربا وقد نهوا عنه ، يتولون الذين كفروا ويشركون بالله ، قالوا عزير ابن الله ، رموا مريم العذراء بالزنا، وادعوا أنهم قتلوا المسيح ، لعنوا على لسان داوود وعيسى ابن مريم فبدت اللعنة على سماهم ونضحت بها جبلتهم ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، المعصية والإعتداء فى كل صورهما الإعتقادية والسلوكية لهم فيها سجل حافل يضمه تاريخهم ، فهى ليست أعمالا فردية فى مجتمعهم، ولكنها انتهت إلى أن تصبح طابع الجماعة كلها ، لا يتناهون عن منكر فعلوه ولا يسكتون عنه . فى ملامحهم قسوة تخلو منها بشاشة الرحمة . مهما حاولوا - مكرا- إبداء اللين فى القول عند الخوف وعند المصلحة، والنعومة فى الملمس عند الكيد والوقيعة ، فإن جفاف الملامح والسمات ينضح ويشى بجفاف القلوب والأفئدة. كانوا ولا زالوا عقارب وحيات وثعالب وذئابا ، تضمر المكر والخيانة يتآمرون على كل عدو لهم حتى تحين الفرصة فينقضوا عليه ، لا تزال تطلع على خائنة منهم فلا يؤمنون إلا قليلا ، تلقى الخيانة ظلالها عليهم فهى من جوهر جبلتهم، سجلهم حافل بالتكذيب والإعراض، والقتل ، والإعتداء ، وبتحكم الشهوات والأهواء،" كلما جاءهم رسول بمالا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون". طمس الله على أبصارهم فلا يفقهون مما يرون، وطمس على مسامعهم فلا يفيدون مما يسمعون شيئا ، ولما تاب الله عليهم وأدركهم برحمته ، لم يرعوا ولم ينتفعوا ثم عموا وصموا . ضربت عليهم الذلة والمسكنة و باءوا بغضب على غضب ، غضب بكفرهم بالمسيح عليه السلام ، وغضب بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلـــم .لا يقفون لتدمير البشرية بالسلاح الظاهر والجند المكشوف ، إنما يقفون بالتصورات والقيم التى ينشئونها ويؤصلونها بنظريات وثقافات ثم يطلقونها لتضغط على الناس فى صورة أعراف إجتماعية ، لأنهم يعلمون أن النظريات وحدها لا تكفى مالم تتمثل فى أنظمة حكم ، وأوضاع مجتمع ، وفى عرف إجتماعى غامض لا يناقشه الناس لأنه ملتبس عليهم، متشابكة جذوره وفروعه. تجدهم وراء بيوت الأزياء والتجميل ووراء العرى والتكشف ووراء الأفلام والصور والروايات والمجلات والصحف الداعرة ، يهدفون إلى تلهية العالم بهذا السعار وإشاعة الإنحلال الجنسى والنفسى والخلقى ويسعون إلى إفساد الفطرة البشرية ، وجنى المال الوفير من وراء ذلك أيضا".

لقد توصل " هتلر" وفورييه" من خلال واقع اليهود إلى بعض المكونات التى تحتويها " جرثومة اليهود" والتى تكفى بمفردها لانهيار أمة . أما المفكرون الإسلاميون فقد استطاعوا عبر القرآن الكريم التوصل إلى مركبات هذه الجرثومة التى لا تكفى لانهيار أمة فقط ، وإنما لانهيار العالم بأسره ، ولعل الواقع الحالى للعالم اليوم يؤكد صدق ذلك.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

يهود، اسرائيل، هتلر، صحوة اسلامية، المسلم الرسالي، جهاد، خونة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-12-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  (378) الشرط الأول من شروط اختيار المشكلة البحثية
  (377) مناقشة رسالة ماجستير بجامعة أسيوط عن الجمعيات الأهلية والمشاركة فى خطط التنمية
  (376) مناقشة رسالة دكتوراة بجامعة أسيوط عن "التحول الديموقراطى و التنمية الاقتصادية "
  (375) مناقشة رسالة عن ظاهرة الأخذ بالثأر بجامعة الأزهر
  (374) السبب وراء ضحالة وسطحية وزيف نتائج العلوم الاجتماعية
  (373) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية (2)
  (372) التفكير النقدى
  (371) متى تكتب (انظر) و (راجع) و (بتصرف) فى توثيق المادة العلمية
  (370) الفرق بين المتن والحاشية والهامش
  (369) طرق استخدام عبارة ( نقلا عن ) فى التوثيق
  (368) مالذى يجب أن تتأكد منه قبل صياغة تساؤلاتك البحثية
  (367) الفرق بين المشكلة البحثية والتساؤل البحثى
  (366) كيف تقيم سؤالك البحثى
  (365) - عشرة أسئلة يجب أن توجهها لنفسك لكى تضع تساؤلا بحثيا قويا
  (364) ملخص الخطوات العشر لعمل خطة بحثية
  (363) مواصفات المشكلة البحثية الجيدة
  (362) أهمية الإجابة على سؤال SO WHAT فى إقناع لجنة السمينار بالمشكلة البحثية
  (361) هل المنهج الوصفى هو المنهج التحليلى أم هما مختلفان ؟
  (360) "الدبليوز الخمس 5Ws" الضرورية فى عرض المشكلة البحثية
  (359) قاعدة GIGO فى وضع التساؤلات والفرضيات
  (358) الخطوط العامة لمهارات تعامل الباحثين مع الاستبانة من مرحلة تسلمها من المحكمين وحتى ادخال عباراتها فى محاورها
  (357) بعض أوجه القصور فى التعامل مع صدق وثبات الاستبانة
  (356) المهارات الست المتطلبة لمرحلة ما قبل تحليل بيانات الاستبانة
  (355) كيف يختار الباحث الأسلوب الإحصائى المناسب لبيانات البحث ؟
  (354) عرض نتائج تحليل البيانات الأولية للاستبانة تحت مظلة الإحصاء الوصفي
  (353) كيف يفرق الباحث بين المقاييس الإسمية والرتبية والفترية ومقاييس النسبة
  (352) شروط استخدام الإحصاء البارامترى واللابارامترى
  (351) الفرق بين الاحصاء البارامترى واللابارامترى وشروط استخدامهما
  (350) تعليق على خطة رسالة ماجستير يتصدر عنوانها عبارة" تصور مقترح"
  (349) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
يزيد بن الحسين، د - صالح المازقي، د - المنجي الكعبي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. صلاح عودة الله ، محمد شمام ، حسن الطرابلسي، صلاح الحريري، د - محمد بنيعيش، سامر أبو رمان ، سامح لطف الله، د. أحمد محمد سليمان، محمد أحمد عزوز، عراق المطيري، محرر "بوابتي"، د- هاني ابوالفتوح، كريم فارق، إياد محمود حسين ، فتحي العابد، كريم السليتي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مصطفي زهران، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود طرشوبي، خبَّاب بن مروان الحمد، صالح النعامي ، محمود سلطان، نادية سعد، صفاء العربي، جاسم الرصيف، الهادي المثلوثي، عبد الله زيدان، عمر غازي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رحاب اسعد بيوض التميمي، سفيان عبد الكافي، د- محمود علي عريقات، يحيي البوليني، د. خالد الطراولي ، مجدى داود، د - عادل رضا، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الياسين، صلاح المختار، عبد الله الفقير، فهمي شراب، سلوى المغربي، تونسي، طلال قسومي، د - شاكر الحوكي ، مصطفى منيغ، د. عبد الآله المالكي، أحمد الحباسي، رشيد السيد أحمد، د. مصطفى يوسف اللداوي، صباح الموسوي ، د - الضاوي خوالدية، عواطف منصور، د - مصطفى فهمي، د- جابر قميحة، د.محمد فتحي عبد العال، علي الكاش، فتحـي قاره بيبـان، الهيثم زعفان، علي عبد العال، إيمى الأشقر، سليمان أحمد أبو ستة، د. عادل محمد عايش الأسطل، منجي باكير، المولدي الفرجاني، صفاء العراقي، عبد الرزاق قيراط ، حسن عثمان، ضحى عبد الرحمن، محمد يحي، الناصر الرقيق، د- محمد رحال، ماهر عدنان قنديل، د. طارق عبد الحليم، أبو سمية، أشرف إبراهيم حجاج، أنس الشابي، خالد الجاف ، رافد العزاوي، أ.د. مصطفى رجب، أحمد بوادي، أحمد ملحم، فوزي مسعود ، محمد الطرابلسي، فتحي الزغل، مراد قميزة، رمضان حينوني، عمار غيلوفي، ياسين أحمد، محمد عمر غرس الله، حاتم الصولي، إسراء أبو رمان، سلام الشماع، وائل بنجدو، أحمد النعيمي، سعود السبعاني، العادل السمعلي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رضا الدبّابي، حميدة الطيلوش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الغني مزوز، محمود فاروق سيد شعبان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. أحمد بشير، رافع القارصي، عزيز العرباوي، سيد السباعي، محمد العيادي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة