البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ذكرى استشهاد صدام حسين

كاتب المقال الهادي المثلوثي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7193


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في الحياة كنت متفردا وفي النضال كنت قائدا من نوع خاص وفي استشهادك كنت شهيدا من طراز يصعب فهمه وتمثله، فقد جمعت قيم الرجولة وصلابة المبادئ وقوة الإيمان وسمو التضحيات لتدخل التاريخ من بابه الأكبر وفي التوقيت المقدس لأمة العرب والمسلمين. فكان يوم عيد الأضحى عيد الرحمة والتضحية هو يوم نيلك وسام الشهادة والإيمان بكل جدارة وفخر وشموخ. فبلغت مرتبة الشهيد المعظم في دنياك والخالد في جوار ربك وستبقى رمزا لأمتك وقدوة للمناضلين والمؤمنين في الحاضر والمستقبل.

إن اغتيالك يوم عيد الرحمة والوحدة قد كشف عديد الحقائق الجوهرية التي ظلت طويلا غامضة لدى البعض وصعبة الفهم لدى البعض الأخر ولكنك كنت مدركا لخفاياها وغاياتها وهي:


1- أن الشيعة الصفوية ليست من الإسلام إطلاقا بل هم الخنجر الذي ظل مغروسا في خاسرة الأمة العربية والإسلامية من عصور لينخر وحدتها ويشوش إيمانها ويشوه عقيدتها. والحقيقة لا طائفية في الإسلام ولا عصمة فيه لمعتنقيه، فإما توحيد وإما شرك. والشيعة العنصرية ليست مذهبا فقيا يعزز الاجتهاد وحرية الفكر في الإسلام بل طائفة مارقة تمارس الفرقة والزندقة والعصمة والتأليه الى حد الشرك العلني والمبطن. طائفة خارجة عن الإجماع والسنة المحمدية وكافرة بالصحابة والسلف الصالح والخلافة الراشدة لا بل مشككة في الكتاب والمجمعين عليه. واحتفاء الساسة من الصفويين بالقتل المنهجي والهمجي يوم عيد المسلمين وتعظيم وتقديس المرجعية وادعاء العصمة وانبعاث الأئمة المنقذين جميعها إثباتات للكفر عينه بالدليل المادي والعقائدي. فآية الله العظمى وحجة الإسلام وروح الله وحزب الله والعبودية لغير الله (عبد الحسين وعبد الزهراء وعبد علي) وأعياد اللطم والبكاء والتمسح على العتاب والأدعية والتوسل بغير الله ادعاء وشعوذة تسيء لعقيدة الإسلام الربانية (عقيدة التوحيد والتحرر من الشرك والوثنية). فكل من ساهم وشارك واحتفل بإعدام مسلم أو حتى غير مسلم يوم العيد هو مارق عن الدين ومحرماته وكافر بتقاليد الأمة ومقدساتها ومجرم حاقد على قيم العروبة وعلى أبنائها المخلصين. فهل ينتسب مثل هؤلاء المتطاولين الى الإسلام الحقيقي؟. أليست هذه الشعوبية عينها والكفر نفسه والزندقة في أجلى صورها؟. أليس التشيع مظلة تخفي شتى أنواع الحقد والانتقام والغدر بالعرب والمسلمين ونخر وحدتهم وتخريب عقيدتهم؟.

2- أن الصهيونية حليف تاريخي للمجوسية الصفوية الخمينية وقد انكشف هذا التحالف في التأمر والتحرش بالعراق ثم الانقضاض عليه وتدميره معالمه وتخريب أسس دولته واجتثاث قدراته وكفاءاته والتنكيل بشعبه قتلا وتهجيرا وتفكيكا والانتقام من قياداته بالاغتيال المنهجي والهمجي والاحتفالي. لقد ساهمت إيران المجوسية وبمشاركة الكيان الصهيوني في دعم الانفصاليين الإقطاعيين من الملالي الأكراد منذ الأربعينات من القرن الماضي. وحين تحركت إيران الخمينية للإطاحة بالنظام الوطني والقومي في العراق منذ نهاية الثمانيات، تلقت الأسلحة والدعم من الصهيونية العالمية من خلال الصفقات السرية للأسلحة الأمريكية ومن خلال التدخل المباشر للكيان الصهيوني بقصفه لمفاعل تموز النووي العراقي وتسليحه لحرس الثورة الإيراني. ولما فشلت الخمينية في اكتساح العراق والخليج العربي لم تجد الصهيونية العالمية بقيادة الرأسمالية الاستعمارية الأمريكية غير العدوان المباشر على العراق واحتلاله فكانت إيران وما جهزته من عملاء وأتباع الشريك المباشر في غزو العراق والانتقام منه غيلة وحقدا كما هو الحقد المجوسي على العرب المسلمين. وهكذا التقى الشر الفارسي مع الشر الصليبي الصهيوني لتكون العراق الضحية والغنيمة المشتركة لأعداء العروبة والإسلام.


3- أن الأنظمة العربية هي صنيعة قوى الهيمنة وأداتها "الشرعية الدولية" التي أقيمت وتدار وتستخدم بإرادة صهيونية استعمارية وأن الجامعة العربية ليست إلا خيمة عزاء يلتقي فيها الزعماء العرب لتبادل المشورة حول إدارة الاستسلام وتجنب المواجهة تاركين الأمة ومصيرها لمشيئة "الشرعية الدولية" راعية الاستعمار وما تقتضيه مصالحه. فالشرعية الدولية هذه أقرت احتلال فلسطين وسبتة ومليلة وسكتت عن احتلال الجزر العربية الثلاث في الخليج العربي والجولان ومزارع شبعا وفوضت أمر الصومال للاحتلال الأثيوبي وتعمل على تفكيك السودان بعدما تركت العراق مستباحا للهمجية الإنجلوأمريكية الصهيونية والفارسية. وفي خضم هذا التنكيل والتفكيك والعدوان على الأمة العربية ظلت الجامعة العربية تجتر عجزها ولا تقر أمرا غير تأييدها للشرعية الدولية.

4- الحقيقة الرابعة أن المدافع الحقيقي ودون هوادة عن الأمة العربية هم المنتمون الى العروبة حقا والمؤمنون بالإسلام فعلا. وقد كان العراق بقيادة البعث العربي في طليعة المواجهين لأعداء العروبة والإسلام في الداخل والخارج مما ألب عليه الصفوية الإقليمية والرجعية العربية والصهيونية العالمية. ولم يكن النظام الوطني في العراق جهاز حكم واستئثار بالسلطة بل ثورة تحررية مستمرة لا تساوم ولا تهادن عدوا مهما كان مأتاه ونواياه. وهذا يعني أن الأمة ليس قابلة للترويض أو الذوبان، فهي تنبض دوما بإرادة الحياة والجهاد وإن تكالبت عليها قوى الشر من كل حدب وصوب. فالمقاومة العربية الإسلامية في بلاد الرافدين وفلسطين والأحواز والصومال هي التعبير الصادق عن قوى الأمة وإرادتها التحررية والوحدوية. أما الأنظمة الحاكمة والمجمعة على الشرعية الدولية والتبعية والولاء وتأبيد بقائها عبر استئصال القوى الحية ومصادرة إرادة شعوبها فهي طارئة على حقيقة الأمة وواقعها. ويصطف مع هذه الأنظمة 'وعلى نفس المنهج' الأحزاب الموالية للطاغوت الحاكم والمنظمات والقوى السياسية المستقوية بالخارج، فلا حول لهذه المجاميع النافذة الاستبداد غير التطبيع والاستسلام للأمر الواقع والانصياع الجيد لأوامر أسيادها. وهكذا لا أمل إلا في القوى القومية والإسلامية الثائرة والمقاومة للعدو الداخلي والخارجي دون مساومة على تحرر الأمة ووحدتها وكرامتها وهويتها العربية الإسلامية.

وخلاصة القول أن شهيد الحج الأكبر القائد الرفيق صدام حسين قد استجمع قيم الأمة ومثل إرادتها وانبعاثها فالتقت رغبة الأعداد على التخلص منه ومن جميع انجازاته. وقد اعتقد الحاقدون والمعادون أن باغتياله يتم القضاء على حلم الأمة وكسر إرادة الشعب العربي في العراق والوطن العربي الكبير. غير أنهم بصنيعهم الشنيع ذلك قد جعلوا منه رمزا خالدا وملهما لجذوة النضال وقد فات الأعداء أن قيم العروبة والرسالة الخالدة تتعمق بجحافل الشهداء وأن البعث من قيم الأمة والمعبر عن ضميرها وإرادتها وتتأكد صحة توجهاته وأهدافه بتحالف قوى الحقد والغدر والتآمر عليه.
في ذكرى استشهادك الثانية وفي كل حدث في أرض العرب نجد فيك القدوة والنخوة ونرى فيك سمو المبادئ وعمق الإيمان والانتماء ونجد في المقاومة التي استلهمت أفكارك واستنارت بقوة وفائك وإخلاصك للوطن وللأمة وبإيمانك بـ"أن العراق سينتصر". قلتها بصوت المؤمن الواثق بإرادة شعبه وأنت تواجه محنة الغدر والانتقام وحكم الاغتيال. لقد نلت الشهادة ونالت المقاومة بك روحا جديدة للصمود والتقدم على طريق النصر والتحرير. ونال أعداؤك وأعداء العروبة والإسلام الخزي والعار ومرارة الهزيمة بعدما انكشفت أحقادهم وخططهم الانتقامية ومطامعهم في تفكيك العراق والاستيلاء عليه وتجريده من قدراته وهويته. ولكن إرادة المقاومة ودورها الفعال قد أدخل الاحتلال وأتباعه في دوامة التآكل والانهيار.
فافخر أيها الشهيد القائد برفاق دربك وبأبناء شعبك الذين خلفوك وعاهدوك على الجهاد حتى النصر والتحرير الكامل وإنه لقريب بعون الله ناصر المؤمنين المجاهدين.

----------------
وقع التصرف في العنوان الأصلي للمقال
مشرف بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

صدام حسين، مقاومة، المسلم الرسالي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-12-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فوزي مسعود ، د- محمد رحال، فتحي العابد، جاسم الرصيف، د - مصطفى فهمي، محرر "بوابتي"، خبَّاب بن مروان الحمد، عمار غيلوفي، إيمى الأشقر، د- محمود علي عريقات، محمد يحي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - محمد بنيعيش، عزيز العرباوي، عراق المطيري، طلال قسومي، رافع القارصي، نادية سعد، أحمد ملحم، أ.د. مصطفى رجب، خالد الجاف ، د - المنجي الكعبي، رضا الدبّابي، فتحـي قاره بيبـان، مجدى داود، رحاب اسعد بيوض التميمي، ياسين أحمد، فتحي الزغل، عبد الرزاق قيراط ، صالح النعامي ، رمضان حينوني، حميدة الطيلوش، أحمد النعيمي، عبد الله زيدان، د - الضاوي خوالدية، حسن عثمان، إسراء أبو رمان، سعود السبعاني، د- جابر قميحة، د. عادل محمد عايش الأسطل، صفاء العراقي، مراد قميزة، د - شاكر الحوكي ، محمود فاروق سيد شعبان، محمد عمر غرس الله، يزيد بن الحسين، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، الهادي المثلوثي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عمر غازي، علي الكاش، د. صلاح عودة الله ، وائل بنجدو، عواطف منصور، د. أحمد محمد سليمان، الناصر الرقيق، ضحى عبد الرحمن، حاتم الصولي، إياد محمود حسين ، محمود طرشوبي، ماهر عدنان قنديل، محمد العيادي، محمد أحمد عزوز، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الغني مزوز، رافد العزاوي، منجي باكير، علي عبد العال، تونسي، سلام الشماع، أبو سمية، أنس الشابي، صفاء العربي، المولدي الفرجاني، أحمد الحباسي، رشيد السيد أحمد، د - عادل رضا، سامر أبو رمان ، عبد الله الفقير، محمد اسعد بيوض التميمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، يحيي البوليني، د - صالح المازقي، صباح الموسوي ، د. خالد الطراولي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مصطفى منيغ، محمد شمام ، صلاح المختار، سفيان عبد الكافي، د. أحمد بشير، صلاح الحريري، سامح لطف الله، حسن الطرابلسي، كريم فارق، سيد السباعي، محمد الياسين، العادل السمعلي، أحمد بوادي، الهيثم زعفان، محمود سلطان، سلوى المغربي، سليمان أحمد أبو ستة، د. طارق عبد الحليم، أشرف إبراهيم حجاج، فهمي شراب، د - محمد بن موسى الشريف ، د- هاني ابوالفتوح، د.محمد فتحي عبد العال، د. عبد الآله المالكي، محمد الطرابلسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، كريم السليتي، مصطفي زهران،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة