البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

معاهدة الذل نهاية النهاية

كاتب المقال عراق المطيري    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7646


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ليس من قبيل المبالغة أو التهويل القول إن المعركة الحالية التي يخوضها الشعب العراقي ضد هجمة التتار الجدد الأمريكان لم يشهد لها التاريخ الإنساني مثيل وان توصف هذه المعركة بأي صيغة أو توصيف ربما لا يفيها حقها فهي معركة الشرف ومعركة الكرامة ومعركة البطولة ووو........ ومعركة الحق ضد الباطل وهي معركة أوجبتها كل الشرائع السماوية وقوانين الأرض لما وقع فيها من اعتداء على شعب امن وأراد منفذوها أن تشمل كل مفاصل الحياة العراقية كبوابة للنفاذ للأمة العربية وأمة الإسلام وإذلالها ولذلك نجد كل من أدركها وفهم أبعادها لا يتردد في المشاركة بخوضها سواء كان عراقي أو عربي أو مسلم وهي بذلك فقد اتخذت طابع الجهاد النابع من الإيمان بعدالة القضية في كل صفحة من صفحاتها وكل مفردة من مفرداتها وتأخذ أقصى درجات الجهاد سواء في العوامل التي فرضتها والدوافع التي أملت علينا خوضها أو في حجمها وقسوتها والوحشية التي أظهرها الأعداء فيها وما زالوا يظهرونها أو في صمودنا أمام قسوتها وتحملنا الماسي التي سببتها وصبرنا على الصعوبات التي نتجت عنها والإجراءات غير الإنسانية التي يفرضها علينا الاحتلال وعملائه وفي النتائج النهائية التي ستؤول إليها وتترتب عليها .

قد يبدو للبعض أننا متفائلون أكثر مما ينبغي بالنسبة للوضع العراقي الراهن الذي يستقر به مؤشر الأحداث لصالح انتصار جهاد المقاومة العراقية الباسلة في معركة الحسم النهائية التي يخوضها شعبنا البطل وأخذت ملامح نهايتها تبدوا واضحة الآن ضد معسكر تحالف الشر الذي تزعمته الولايات المتحدة الأمريكية وعمل على تنفيذ مخططها العملاء الإقليميين والمحليين، فبعد فوز الديمقراطي باراك أوباما الساحق بانتخابات الرئاسة الأمريكية بالاعتماد على أهم ما طرحه في برنامجه الانتخابي في انسحاب قوات الغزو الأمريكية من العراق بدأت الكثير من عناصر اللعبة تتهاوى نتيجة تواصل جهادنا وإصرارنا عليه وكلما أكد أوباما موقفه من الحرب كلما تسارع تساقط الرموز وتفتت عضد تحالف العملاء .

في غير مرة أكدنا إن باكورة الغزو الأمريكي للعراق تمخضت عن اتفاقية تحالف أمريكا مع عملائها في العراق ليوضع من خلالها القطر تحت الانتداب الأمريكي الدائم وشرعنة الاحتلال ، فالرئيس الأمريكي المخذول الذي لفظه الشعب الأمريكي كما لفظ حزبه أراد أن يقدم ما يحفظ به ماء وجهه أمام شعبه كتحصيل يبرر به عدوانه الذي ترتب عليه انهيار الدولة العظمى الأولى في العالم .

أما على الصعيد المحلي فان وصول باراك أوباما الى كرسي القرار الأول في البيت الأبيض قد أربك عملاء بوش الذي نصبهم قطع شطرنج تمثل حكومته في العراق وفتت تحالفهم لما قد عقد عليه العزم من سحب القوات الغازية من العراق تلافيا لمزيد من الخسارة الأمر الذي يعني وضعهم تحت مطرقة الشعب التي لا ترحم الخونة حيث فقدوا الدعامة الأساسية لوجودهم فأصبح كل منهم يحاول أن يخلق له اكبر قاعدة شعبية يستند إليها معتمدا على موروثه في الخيانة العمالة خصوصا مع اقتراب موعد ما يسمونه انتخابات مجالس المحافظات .

في وجهة نظر طرحناها مسبقا إن حكومة المليشيات التي يقودها نوري جواد المالكي تقترب بسرعة شديدة من نهايتها ودقت المسمار الأخير في نعشها إن وافقت على اتفاقية الذل أو لم توافق خصوصا مع التخلي الأمريكي عنها بولاية باراك أوباما وبعد توقيع تلك الاتفاقية خلافا للإرادة الشعبية العراقية فإنها قد وضعت نفسها في مكانها الطبيعي المناسب لها ولمن مثلها في مزبلة التاريخ وأعطت المبرر الكافي لإسقاطها وتحت ذريعة وبهدف امتصاص النقمة والغضب الشعبي ورغم إن جمع كتل العمالة قد حسمت أمرها بما يخالف الإرادة الشعبية وتقدموا بالتوصية الايجابية لصالح الاتفاقية من خلال مجلس وزراءهم فكل منها قد أوجدت مبرر الاختلاف مع أداتهم التنفيذية نوري المالكي لفرض مزيد من المطالب الخاصة والمنافع المادية . لذلك عمد هذا الى تشكيل ما يسمونها مجالس الإسناد التي لتكون الشماعة التي اعتبرت رأس رمح الخلاف بينهم ففي الوقت الذي استند فيه المالكي إليها وأغدق عليها من أموال الشعب العراقي الكثير لتكون قاعدته في الفترة المقبلة وسحب البساط من تحت ائتلافهم أدرك مجلس عزيز الحكيم أهدافه فعاد الى طريقة العنف والتصفية الجسدية وإثارة الفوضى بينما اتهمه مسعود البرزاني بالتفرد بالحكم والدكتاتورية ووصف من ينخرط في مجالسه من العرب بالأعداء ومن الأكراد بالخونة.

إن شعبنا قدم لبلوغ هدف التحرير والانهيار الأمريكي الذي نترقبه الى هذه اللحظة الكثير من دماء أبنائه الزكية الطاهرة وتعرضنا ولا زلنا نتعرض على يد المحتل وأعوانه الى حملات من الإبادة الجماعية والقتل والتهجير لكننا حافظنا على وحدتنا وتماسكنا كشعب واحد وعلى كرامتنا وعلى مبادئنا التي آمنا بها والتي بهديها سنصل الى ساعة الحسم النهائية بعون الله .

إن معاهدة الذل والعار التي عقدوا العزم على تمريرها وضعت الجميع على المحك وكشفت عورات المحتل وعملائه والقوى الإقليمية المتعاونة معهم كآخر ورقة ضغط فقد بات من الواضح عدم قدرة المحتل على المطاولة في المعركة من خلال الانهيار الاقتصادي الذي شل عصب الحركة في الولايات المتحدة الأمريكية وعموم المعسكر الغربي وباتت آثاره تنتقل الى من جعل نفسه خادما مطيعا لهم من جانب وتباكي حكومة الاحتلال وإصرارها على تمرير اتفاقية بيع العراق لإدراكها التام باستحالة صمودها كسلطة مليشيات وبطش أمام الشعب العراقي بعد انكشاف عمالتها وما ترتب على ذلك من اختلاف العملاء وصراعهم فيما بينهم على الاستحواذ السلطة وسواء مررت الاتفاقية أم لم تمرر فان الأمر المؤكد هو إقرار الجميع بفشل العدوان وسقوط كل مسوغاته باعتراف أطرافه أنفسهم وان شعبنا كفيل بإسقاطها وإسقاط أطرافها كما اسقط غيرها وسيكون ذلك بداية للصبح العراقي الجديد ... أليس الصبح بقريب .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، اتفاقية امنية، مقاومة، احتلال، خونة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-12-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  سلاح الشارع العراقي
  الخيار الجماهيري
  من ينجو من التفجير تقتله الشرطة
  خطورة الدور الإيراني على المشرق العربي
  حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له
  تذويب الهوية القومية في الخليج العربي
  التحدي الفكري في ثورة 17 تموز 1968 المجيدة
  ثورة عام 1920 الكبرى مستمرة لأكثر من قرن ( جـ 3)
  ثورة عام 1920 الكبرى مستمرة لأكثر من قرن ( جـ 2)
  ثورة عام 1920 الكبرى مستمرة لأكثر من قرن ( جـ 1)
  تَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
  إلى السيد نبيل العربي: أسرى مؤتمر القمة العربية لدى حكومة الاحتلال في العراق
  التوجه الغربي بين الدين والسياسة
  انقلاب على طريقة الديمقراطية اختلفوا فخسر الشعب العراقي وكأنك يا أبو زيد ما غزيت
  إلى الأخت المجاهدة نازك حسين في اربعينيتها
  إيران وأمريكا والقرار الأخير
  شيء مما يدور في المشهد العراقي الحالي
  إسلام بالهوية الغربية لماذا يتبنى الغرب دعم الحركات الإسلامية ؟
  ديمقراطية الاحتلال كما عشتها
  المحطة الأخيرة في القطار السوري
  الفكر القومي العربي والانتماء الديني
  عندما يكون السياسي مجرما وفاشلا وخائنا وبلا أخلاق
  ما لا تعلن عنه أمريكا ويخفيه الغرب
  سياسة الأزمات بعد الفوضى المنظمة
  حفاظا على هويتنا القومية
  ثورات على طريقة الفوضى الخلاقة
  المقاومة والثورية والعمالة
  خيار المشاركة أم ترقب النتائج
  إحتضار ما قبل السقوط المدوي
  ليس حبا بالعراق بل هي فتنة جديدة تخدم آل الصباح

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد بوادي، د. خالد الطراولي ، سعود السبعاني، عزيز العرباوي، محمد اسعد بيوض التميمي، حسن الطرابلسي، إيمى الأشقر، خالد الجاف ، د - محمد بنيعيش، عمار غيلوفي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، يزيد بن الحسين، رافد العزاوي، د- جابر قميحة، محمد شمام ، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد أحمد عزوز، عبد الرزاق قيراط ، سلوى المغربي، فتحي العابد، د. صلاح عودة الله ، أشرف إبراهيم حجاج، محمود فاروق سيد شعبان، رافع القارصي، سامح لطف الله، فوزي مسعود ، رضا الدبّابي، عراق المطيري، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، علي الكاش، أ.د. مصطفى رجب، كريم فارق، د. عادل محمد عايش الأسطل، طلال قسومي، الناصر الرقيق، سلام الشماع، حاتم الصولي، نادية سعد، محمد الياسين، عبد الله الفقير، د- هاني ابوالفتوح، محرر "بوابتي"، د. أحمد محمد سليمان، سفيان عبد الكافي، صفاء العراقي، د. أحمد بشير، د. طارق عبد الحليم، أحمد الحباسي، الهيثم زعفان، إياد محمود حسين ، ياسين أحمد، الهادي المثلوثي، العادل السمعلي، منجي باكير، علي عبد العال، صفاء العربي، صلاح المختار، فتحي الزغل، د - شاكر الحوكي ، حميدة الطيلوش، د. عبد الآله المالكي، د- محمود علي عريقات، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد يحي، عبد الله زيدان، فتحـي قاره بيبـان، د - صالح المازقي، د.محمد فتحي عبد العال، حسني إبراهيم عبد العظيم، إسراء أبو رمان، مراد قميزة، ضحى عبد الرحمن، محمد الطرابلسي، محمد العيادي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مصطفى منيغ، د - المنجي الكعبي، جاسم الرصيف، صلاح الحريري، أحمد النعيمي، ماهر عدنان قنديل، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمود طرشوبي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مصطفي زهران، أحمد ملحم، المولدي الفرجاني، د - عادل رضا، سامر أبو رمان ، رحاب اسعد بيوض التميمي، رشيد السيد أحمد، سيد السباعي، أنس الشابي، محمد عمر غرس الله، أبو سمية، د - محمد بن موسى الشريف ، سليمان أحمد أبو ستة، محمود سلطان، يحيي البوليني، مجدى داود، د - مصطفى فهمي، وائل بنجدو، تونسي، حسن عثمان، د - الضاوي خوالدية، صباح الموسوي ، عمر غازي، فهمي شراب، كريم السليتي، صالح النعامي ، رمضان حينوني، عواطف منصور، عبد الغني مزوز، د- محمد رحال،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة