البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مع قراصنة الصومال

كاتب المقال جاسم الرصيف    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8787


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بعد أن ضيع علينا عميد تجّار الحروب الخاسرة، أينما ولّى المرء شطره، معنى ومبنى الإرهاب، يقوم في آخر أيّامة بتضييع معنى ومبنى القرصنة على كل الأجنحة. عالمان من القراصنة يحكمان عالم اليوم: قرصنة حكّام يمتلكون كل ملاعب والاعيب القرصنة، وقرصنة لصوص لا يمتلكون غير اسلحة وضمير ميّت. ما يميّز الأول عن الثاني أنه يشرعن ويؤقلم كل شيء، فيما القرصان اللص، من دون سند حاكم، يقبض عليه ويسجن كمجرم. دائما يفلت الأول من العقاب، ودائما يقع الثاني في (شر أعماله).

حسنا !. شرعن القرصان الأكبر في مستهل هذا القرن (بوش) لنفسه حق القرصنة حول العالم، لأنه يمتلك الأداتين معا: ضميرا ميّتا وسلاحا ومعهما قراصنة محليون صغار، ولم يسفر مجلس الأمن الدولي عن سيف البند الحربي السابع الشهير ضدّهم ولا ضدّه، لأنه هو من يمتلك هذا السيف بقوّة القرصنة التي جيّرت حتى قرارات هذا المجلس، من (أمينه) العام نزولا الى أبسط الموظفين القادمين من بلاد القرصنة الافريقية والآسيوية وما بينهما من أوكار عتيقة وجديدة.

ومع ان هوليوود صورت (انتصارات) لا وجود لها الا في عالم الخيال عندما قرصنت امريكا الصومال، وسكت في حينها العرب كالعادة ( القديمة لحليمة) عمّا يجري (لأولاد عمومتهم)، كما سكت غير العرب إمّا رعبا وإما على رشى دسمة، ولم تخرج امريكا من قرنها الافريقي حتى طردها الصوماليون بقوة السلاح وقوة الفقر المدقع، كأن الأقدار تسخر على طريقتها من عالمين أحدهما: الأقوى والأثرى مهزوما بامتياز منسي أمام الأضعف والأفقر: الصومال، تلك الدولة العربية التي يكاد ينساها معظم العرب في غبارات حاجاتها الأزلية إلى الطعام والكساء والأمان من القراصنة كبارا وصغارا.

واذا كانت أكبر هزيمة منسية لسيّد القراصنة الدوليين (بوش) في حربه الفاشلة التي عزّزت الإرهاب بالإرهاب هي الصومال، التي لم يجرؤ على الاقتراب منها ثانية الا بتوكيل اثيوبيا وبعض الدول العربية، كالعادة القديمة في سلوك حليمة، فقد غزا القراصنة الصومال من كل صوب وحدب فصار صومالات، كما هو حال العراق، وتوالدت أوكار الفقر فيه، وتكاثر الجياع على عتبات القراصنة الشرعيين الكبار الذين يزدادون غنى وشبعا فيما يزداد الصومال فقرا وتمزقا حتى وصل أبناؤه الى يقين الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في مقولته: (لو كان الفقر رجلا لقتلته).

ويقين الصوماليين، قراصنة وغير قراصنة، ينعقد عند أبواب من لم يفتح لهم أبواب الشبع والسلام من المقتدرين: كل الدول ، عربية وغير عربية، وكلها قادرة على ان تغيث ولو (بشق التمرة) المعروف، ولكن الجميع يتغافل عن جثث المهاجرين الصوماليين ممّن يموتون جوعا على الأراضي الافريقية، أو بحار الهجرة نحو الدول العربية وغيرها، كأنها ليست جثثا بشرية، بل مجرد جثث مصابة بانفلونزا الطيور يجب ان تدفن مع حكاياتها بأسرع وقت، لئلا يفطن العالم، ومنه العربي، لما يجري باسم يعرب من بعض آل يعرب الأثرياء و(الفقراء)، ممّن ربطوا أمعاءهم بمصل القرصنة الأمريكية، معا.

من يلقي اللوم على جياع الصومال لأنهم (أقلقوا) العالم بقرصنتهم في البحر، من جرّاء تراكم مآسيهم التي صنعتها أوكار قرصنة دولية، عليه ان يتذكر ان شرعنة هذه القرصنة الصومالية قائمة على أصلها: القرصنة الدولية التي تمتلك كل أسباب الغنى والامكانيات لسدّ حاجات الشعوب الفقيرة، واذا كانت القرصنة الدولية تشرعن احتلال دول كفلسطين والعراق، وهي الأقوى والأثرى والأكثر شبعا، فعلام تشكو هزيمتها وذلّها أمام قرصنة جياع لا يمثلون غير أنفسهم؟! .
عربنا الغاضبون من عرب الصومال القراصنة، وبعضهم يضع كل أحلامه وأمواله في خزائن دول القرصنة الغربية الكبرى، قادرون على توفير اموال الحرب ضد القراصنة الصوماليين (وسحب بساط شرعيتهم) من خلال رفضهم : اولا للقرصنة الدولية التي شرعنت احتلال فلسطين والعراق والصومال نفسها، وثانيا بدفع الزكاة من اكثر من ثلاثة تريليونات دولار (لذوي القربى) ، مودعة في مخيم مضاربات شارع وول ستريت. وثمة هامش يشير الى أنها خسرت اكثر من (400) مليار دولار في الأزمة المالية الأخيرة وخلال ثوان .

بعض من عربنا الشبعانين أودع ماله في خزائن القراصنة الدوليين، الشرعيين بقوة سلاحهم وموت ضميرهم فقط ، وبعض عربنا من الجأته حاجته المادية إلى السكوت عن قرصنة تاجر الحرب (بوش) ، وكلهم يجد لنفسه (عذرا ) بهذه الحاجة إلى السكوت عمّا يجري لأهله العرب ،، فعلام يغضبون ممّن خرج (ليقتل فقره) بقرصنة صومالية ؟! .
لو كنت من الصومال لقرأتم اسمي بين قراصنتها.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الصومال، قرصنة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-11-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  طالب ومطلوب .. وفهم مقلوب
  بوش ومساعدوه .. قاب قوس من التحقيق
  تسونامي الهزائم الهادئة
  الأبيض والأسود .. ومابينهما !!
  قتل من يعرف.. ومن لايعرف مشروع قتيل
  هدية الله التي وصلت بريطانيا متأخرة من كنز العراق المفقود
  إبن باطل .. أتى بباطل !!
  شرعنة "الخيانة" الوطنية عربيا
  شمعتنا الأولى .. في ظلام سنة الاحتلال السابعة
  حارث الضاري
  خطاب أوباما القادم في يونيو / حزيران
  مضحكات "المضبعة" الخضراء في سنتها السابعة
  الطريق الصحيح يا هيلاري
  مجالس شيوخ العراق .. مقاومة أم مساومة ؟
  (ضيوف) العراق بعد 2011
  سعادة النغل في " العراق الجديد "
  المصالحة المشلوخة
  مع قراصنة الصومال
  مغالطات البنتاغون ربع الفصلية ( 1- 2 )
  أخطر مدينة في أخطر بلد
  جامعتنا العربية و ( اعداؤها )

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد العيادي، صباح الموسوي ، د - مصطفى فهمي، محمد عمر غرس الله، عمار غيلوفي، فتحـي قاره بيبـان، عواطف منصور، د. عادل محمد عايش الأسطل، رحاب اسعد بيوض التميمي، إسراء أبو رمان، د- محمد رحال، محمد يحي، محمود سلطان، الهيثم زعفان، محمد أحمد عزوز، حسن الطرابلسي، مراد قميزة، سعود السبعاني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، المولدي الفرجاني، إياد محمود حسين ، د - صالح المازقي، حاتم الصولي، د - المنجي الكعبي، أبو سمية، فتحي الزغل، سليمان أحمد أبو ستة، عزيز العرباوي، علي الكاش، عبد الغني مزوز، رمضان حينوني، سامح لطف الله، فوزي مسعود ، إيمى الأشقر، محمد شمام ، سلوى المغربي، عبد الرزاق قيراط ، أ.د. مصطفى رجب، د - محمد بنيعيش، صالح النعامي ، حميدة الطيلوش، حسني إبراهيم عبد العظيم، منجي باكير، د- جابر قميحة، أنس الشابي، رشيد السيد أحمد، ضحى عبد الرحمن، صلاح المختار، صلاح الحريري، مصطفى منيغ، د. أحمد بشير، خالد الجاف ، عبد الله زيدان، سيد السباعي، تونسي، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صفاء العراقي، رضا الدبّابي، عبد الله الفقير، د. خالد الطراولي ، جاسم الرصيف، طلال قسومي، د- محمود علي عريقات، رافع القارصي، كريم فارق، أحمد بوادي، د. مصطفى يوسف اللداوي، يزيد بن الحسين، محمود فاروق سيد شعبان، يحيي البوليني، محمود طرشوبي، أشرف إبراهيم حجاج، صفاء العربي، محمد الياسين، محمد اسعد بيوض التميمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، العادل السمعلي، أحمد النعيمي، عمر غازي، ماهر عدنان قنديل، سلام الشماع، أحمد الحباسي، أحمد ملحم، سامر أبو رمان ، محمد الطرابلسي، د- هاني ابوالفتوح، حسن عثمان، د - عادل رضا، نادية سعد، د - شاكر الحوكي ، سفيان عبد الكافي، د. صلاح عودة الله ، مصطفي زهران، كريم السليتي، ياسين أحمد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الهادي المثلوثي، فتحي العابد، علي عبد العال، د.محمد فتحي عبد العال، د. عبد الآله المالكي، وائل بنجدو، فهمي شراب، محرر "بوابتي"، مجدى داود، د. طارق عبد الحليم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، الناصر الرقيق، خبَّاب بن مروان الحمد، رافد العزاوي، د - الضاوي خوالدية، عراق المطيري، د. أحمد محمد سليمان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة