البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

نزعوا حجابها فارتدت البطانية

كاتب المقال لها أون لاين   
 المشاهدات: 7413



يزخر الوطن الإسلامي اليوم بالعديد من رواد ورائدات العمل الإسلامي، وتقف الأديبة مليكة صالح بك في مقدمة الرساليات اللاتي دافعن عن الإسلام، ودفعت فاتورة ولائها لهويتها سجناً وتعذيباً وغربة وتضحيات جسام.

والأديبة الكاتبة من مواليد سراييفو، وأكملت دراستها التقليدية هناك، التحقت بكليتي العلوم السياسية والفلسفية وأكملت دراستها العليا في فرنسا، وعادت إلى سراييفو سنة 1974م، حيث عملت محاضرة في كلية الفلسفة ومستشارة لوزارة الشؤون الثقافية في جمهورية البوسنة (المنضوية قسراً تحت الاتحاد اليوغسلافي منذ منتصف الأربعينات)، حيث الرضوخ إلى تجربة الشيوعية التيتوية.

في عام 1979م خلعت مليكة ثوب الفكر الشيوعي، وسرت في عروقها دماء إسلامية جديدة، لتعيد لروحها تواصلها مع الجذور وامتداداتها في الزمن، ولتخوض نضالاً ضد رفاق الأمس الذين لم يرحموها، واضطهدوها داخل محاكم التفتيش الشيوعية.

القرار الصعب..

تقول مليكة «في سنة 1979م اطلعت على ترجمة لمعاني القرآن الكريم، وكانت تلك نقطة الحسم، وملك كياني شعور اقتحم عقلي عنوة، وأفرغ ما فيه من ترهات فلسفية، وتصورات معلبة عن الحداثة والتقدم والتطور والحياة كلها، ليس هناك من تطور يفوق السمو الروحي، وليس هناك من لذة تفوق أن ينام الإنسان وهو راض عن ذاته، وليس هناك من علم جدير بالاحترام من التواضع في طرح أعقد المسائل العلمية والإصغاء باهتمام لتجارب التراكمات التاريخية في الحياة الاجتماعية، التطور شيء طبيعي تقتضيه مصالح المجتمع وهو يسير بشكل آلي من خلال الكدح اليومي والاحتكاك السلمي بالمدنيات الأخرى، وليس قهراً من فوق، سواء بالاستعمار، أو السلطة والتي في الغالب ما تؤدي إلى نتائج كارثية لأن المجتمعات كالأجسام إما أن تقاوم وتنتصر أو تخضع فتنهزم وتموت.


في السنة نفسها زرت لندن، ووجدت كتباً إسلامية عدة قمت باقتنائها، وكان ذلك فجراً جديداً في حياتي، كما قمت بزيارة أخي في العراق، ووجدت حركة إسلامية تمثل إسلاماً حياً يتوغل في كل مناحي الحياة أثار إعجابي، وإن كنت استأت لموقف السلطات منها، وهكذا كانت ثورتي الداخلية تلامس إسلاماً يعاش وليس إسلاماً يتحدث عنه من فوق المنابر أو على صفحات الكتب فقط.


وفي تلك السنة قامت الثورة الإسلامية في إيران، والتي فاق دويها كل التوقعات، وأثرت تأثيراً بالغاً في أدبيات ومناهج الحركات الإسلامية في العالم.. من قبلتها ومن اختلفت معها.


ثم ارتدت الحجاب، وكان لهذه الخطوة وقع الصاعقة على السلطات الشيوعية، التي بادرت بعد ستة أشهر إلى إخراجها من العمل، مع إيقاف نشر كتبها، وبعد تسعة شهور وبينما كانت تذكر اللّه بعد صلاة الفجر اقتحم سبعة من منتسبي الشرطة بيتها ليقتادوها إلى السجن، فيما تركت ولدها وحيداً، وكان عمره 12سنة. لترزح في السجون اليوغسلافية سنتين ونصف، تعرضت فيها لجميع صنوف العذاب والاضطهاد، وكان سلاحها - كما تقول - هو ذكر اللّه والإضراب عن الطعام، إذ أضربت عن الطعام 72 يوماً وقد وصلت إلى حافة الهلاك!

وتبقى تجربة الأديبة الكبيرة في بلدها لا تقل بشاعة عن بقية التجارب فقد سجنت وعذبت ونزع من على رأسها الحجاب، وعندما دخلت السجن وضعت جزءاً من بطانية على رأسها، وعندها هددوها بنزعه فقالت لمديرة السجن: بإمكانك نزع حجابي الذي فوق رأسي ولكن لا طاقة لك بحجابي الذي في قلبي وعقلي!

المجاهدة في كل الخنادق:

على أن الأديبة الملتزمة لم تكتف بكل ذلك، فها هي تخوض غمار الجهاد على أكثر من صعيد؛ قولاً وعملاً، سلوكاً وممارسة، وتعيش الهم الإسلامي بكل آفاقه. ويتضح ذلك جلياً من خلال إجابتها على سؤال حول ما الذي يجب أن تفعله المرأة المسلمة في مواجهة التحديات المذكورة والمساهمة في الدفاع عن المرأة كما أرادها الله..

فكان جوابها:

أريد أن أبعث بسلامي لكل المحجبات وراء القضبان في العالم الإسلامي، وللأخوات المحرومات من التعليم والعمل في بعض البلدان، كتونس وتركيا بسبب أحجبتهن، فأنا مثلهن، مازلت ممنوعة من العمل بسبب حجابي، فبلدي الذي قدم أكثر من مائتي ألف شهيد، واغتصبت فيه المسلمات، الكلمة الأخيرة فيه ليس لقياداته، وإنما للأغراب أدعياء الديمقراطية، الديمقراطية العنصرية، فهي لهم فقط، فلا دور لنا سوى أن نمتدح ديمقراطيتهم ولا نحلم أن نصبح مثلهم، نحن في جهاد ولابد من استمرار الجهاد.

وتمضي هذه الأديبة المجاهدة في تحديد بعض الملامح الأساسية الملحة للمشروع النهضوي النسوي، فتقول: «الأجيال القادمة في حاجة لنماذج معاصرة، لعالمات معاصرات، لمجاهدات معاصرات، لكاتبات وصحفيات، لطبيبات مميزات، لكل عنصر خصائصه، وأنا أحب المبادرات الإسلامية في عالم الفكر والحياة المعاصرة بما لا يخرج من معلوم من الدين بالضرورة.. اصنعوا النماذج لكن لكم المستقبل، بالمداد والدماء، الصبر والتضحية.. الجلد والإصرار والرباط في كل الأماكن، العلاقة يجب أن تكون على أسس إسلامية وليس على أسس فئوية، تصنيف الأعداء وتصنيف الأصدقاء يجب أن يكون بالأرقام. راهنوا على الدراسات العليا فنحن في عالم الألقاب.

وبعد هذه جولة سريعة في حياة وأفكار الأديبة المسلمة الكبيرة مليكة صالح بك التي عشقت الإسلام بلا حدود، وضحت من أجله بكل سخاء، فتحية إكبار لها وللسائرات في دربها


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-07-2008   lahaa.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /htdocs/public/www/actualites-news-web-2-0.php on line 785

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سلام الشماع، د. صلاح عودة الله ، محمد الطرابلسي، د.محمد فتحي عبد العال، الهادي المثلوثي، د- محمد رحال، تونسي، مصطفى منيغ، محمد العيادي، عمر غازي، سفيان عبد الكافي، الهيثم زعفان، حسن الطرابلسي، عزيز العرباوي، محرر "بوابتي"، إسراء أبو رمان، عمار غيلوفي، حاتم الصولي، د. أحمد محمد سليمان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الله الفقير، د - عادل رضا، فتحي الزغل، د. عادل محمد عايش الأسطل، أشرف إبراهيم حجاج، مراد قميزة، صالح النعامي ، محمد اسعد بيوض التميمي، فوزي مسعود ، د - محمد بن موسى الشريف ، خالد الجاف ، صلاح الحريري، عبد الله زيدان، سليمان أحمد أبو ستة، د. أحمد بشير، يزيد بن الحسين، محمود فاروق سيد شعبان، كريم السليتي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، إياد محمود حسين ، رشيد السيد أحمد، محمد أحمد عزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حسن عثمان، فهمي شراب، جاسم الرصيف، علي الكاش، د - الضاوي خوالدية، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود طرشوبي، د - مصطفى فهمي، عبد الغني مزوز، مصطفي زهران، فتحي العابد، أحمد الحباسي، سلوى المغربي، د- جابر قميحة، العادل السمعلي، عراق المطيري، ماهر عدنان قنديل، د - المنجي الكعبي، محمد شمام ، أبو سمية، صفاء العراقي، د - شاكر الحوكي ، فتحـي قاره بيبـان، د - محمد بنيعيش، سامر أبو رمان ، أحمد ملحم، المولدي الفرجاني، مجدى داود، سعود السبعاني، أحمد النعيمي، أنس الشابي، ضحى عبد الرحمن، عواطف منصور، علي عبد العال، ياسين أحمد، محمود سلطان، يحيي البوليني، منجي باكير، نادية سعد، محمد يحي، د. مصطفى يوسف اللداوي، سيد السباعي، الناصر الرقيق، د. عبد الآله المالكي، طلال قسومي، صفاء العربي، د. طارق عبد الحليم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. خالد الطراولي ، وائل بنجدو، صلاح المختار، د- محمود علي عريقات، صباح الموسوي ، حميدة الطيلوش، محمد عمر غرس الله، عبد الرزاق قيراط ، أحمد بوادي، د - صالح المازقي، سامح لطف الله، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- هاني ابوالفتوح، رمضان حينوني، كريم فارق، أ.د. مصطفى رجب، رافع القارصي، محمد الياسين، رضا الدبّابي، خبَّاب بن مروان الحمد، إيمى الأشقر، رافد العزاوي، رحاب اسعد بيوض التميمي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة