البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

السياسة ليست طلاسما

كاتب المقال د- ضرغام الدباغ - ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 949


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قبيل أيام، وقبل انصرام العام الحزين 2021، كنت في جلسة ضمتني مع قيادات وطنية، وحديث السياسة دائما فاكهة المجالس، والحديث يدور عن احتمالات تطور الموقف السياسي في العراق وفي الساحات العربية والمجاورة ... وهناك المتفاءل كما هناك المتشاءم ... قلت للأخوة أن الأمور لا تحسب هكذا ... لا بالتشاؤم ولا بالتفاؤل، بل بالتحليل المادي الموضوعي، بدون توابل وفلافل ...

الأمر هكذا: لنحدد الظواهر الحاسمة غير النسبية، ونعتبرها مؤشرات وعلامات، ثم لنربط بين هذه المؤشرات المضيئة، وعلى الأرجح ستتضح معالم الطريق ... وبالاستناد إلى قواعد العمل السياسي التي لا يتجاهلها محترفوا السياسة والدبلوماسية وصناع القرارات الاستراتيجية.

إذن ..... الحقائق المادية الثابتة ...

1. ليس كل رغبة للولايات المتحدة تنفذ حتماً.
2. ليس بالضرورة من تدعمه الولايات المتحدة ينتصر.
3. نعم بوسع الولايات المتحدة التدخل في أية بلد في العالم، ولكن ليس بوسعها حسم المعركة.
4. كافة المؤشرات تؤشر، أن الولايات المتحدة مقبلة ليس على معارك كبيرة (ليس بالضرورة أن تكون حربية) وعلى هزائم أكبر.
5. من الواضح الجلي أن العملية السياسية المتعثرة التي بدأت بعيد احتلال بغداد سارت سيرا متعثراً.. ثم أصبحت نقيصة ومثلبة لمن يشارك بها، ثم أصبحت كارثة، وأخيراً عاراً التصق إلى الأبد بمن شارك بها ومد يده في طبيخها الملوث. والأسباب واضحة ولكن دعنا نضرب عنها صفحاً الآن.
6. قد تقدم الولايات المتحدة على انسحابات مذلة لحفظ ماء الوجه، بما يشبه الانكسار الواضح.
7. قد تتخلى الولايات المتحدة تحت الضغط : السياسي / الاقتصادي / العسكري، عن بعض حلفاؤها.
8. ليست فقط التطورات الدولية التي تشير إلى بروز قوى عالمية جديدة: سياسية واقتصادية وعسكرية، بل وأن درجة تحكم الولايات المتحدة على حلفاء الأمس لم يعد بدرجة مقبولة لأميركا. بمعنى رغبة الحلفاء الانتقال من التبعية إلى الشراكة ..!
9. والولايات المتحدة بدورها تخاطب حلفاءها في مختلف الساحات : نحن قاتلنا معكم، ووضعناكم على قمة السلطة، وخسرنا سياسيا واقتصاديا وبشرياً، ولكنكم لم تثبتوا أهليتكم السياسية والعقلية (التخطيط) في إدارة أوضاعكم. ونحن مضطرون للنظر بواقعية أكثر لمصالحنا ....!
10. ستركز الولايات المتحدة على المحيط الهادي (الباسفيكي) وأستراليا ونيوزيلندة واليابان كمخافر أمامية أمام البر الأمريكي.
11. رصانة ومتانة الموقف الصيني على كافة الصعد، بلغ درجة النضج، واللاتراجع.
12. الروس يتقنون اللعب وأصول التصرف في أوربا في الساحة الأوربية، ولهم فيها خبرة وباع طويل.

ماذا سيجري في العراق ...؟

الأمريكان وحلفاءهم هم القوة الأمضى في العراق، رغم فشل كافة مشاريعهم وخططهم فشلا ذريعاً، إلا أنهم يتسيدون الآن الساحة بسبب :
• القوة السياسية للولايات المتحدة، والتفوق العسكري الساحق للتحالف الثلاثي (الولايات المتحدة إيران إسرائيل).
• تشتت القوى الوطنية المعارضة للاحتلال، وافتقارها لقدرات الرؤية الاستراتيجية والأيديولوجية والسياسية. وثغرات أخرى مهمة.
• سياسة الأرض المحروقة والاقتلاع والإبادة والتجريف بلا هوادة التي ارتكبتها قوى الاحتلال وفي المقدمة العدو الفارسي. ولكن هذه ستسجل وباستحقاق المساءلة التاريخية.
• الولايات المتحدة حققت تقدماُ على حليفيها (إسرائيل بسبب ضعف معسكرها العراقي، وإيران التي يتعرض جذر موقفها السياسي والأيديولوجي والعسكري للضعف بسبب سوء التخطيط والعمل، وتناقضها الصارخ مع المحيط العربي / الإسلامي.

احتمالات الموقف في العراق ...!

• افتضاح الخطط الأمريكية الإيرانية الإسرائيلية في العراق والمنطقة.
• تراجع الوسط الشعبي المساند للعملية السياسية، وبروز معارضة وطنية جديدة، ستقود الحراك النضالي / السياسي.
• سيتأثر الموقف الإيراني بشدة بهزائم تلحق بها في ساحات في المنطقة.
• بالتزامن أو كنتيجة لذلك، نظام الملالي الإيراني ومشروعه الفاشل سيندحر في إيران بسبب عجزه التام في صياغة نظرية حكم مقبولة.
• سيتبلور الوعي الشعبي في العراق بدرجة ملموسة، وسوف تتوصل الجماهير الشعبية إلى إفراز قيادات وطنية جديدة، والأحزاب الوطنية التاريخية التي تعاني حالياً من مشكلات صعبة، سوف تتخلص (وإن متأخراً) من أزمتها السياسية والآيديولوجية والتنظيمية الخانقة.

بعض هذه النتائج قد تحقق فعلاً، وتشخيصها بحاجة فقط لرؤية دقيقة بعقل سياسي واع، وملامح المرحلة المقبلة ستكون نتيجة للواقع المادي الموضوع.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

السياسة، الفكر السياسي، الواقع، التغيير،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-01-2022  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود فاروق سيد شعبان، حسن الطرابلسي، رمضان حينوني، منجي باكير، عبد الرزاق قيراط ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد العيادي، مجدى داود، صلاح الحريري، كريم السليتي، صلاح المختار، عمار غيلوفي، خبَّاب بن مروان الحمد، إيمى الأشقر، أحمد ملحم، محمود سلطان، صالح النعامي ، يزيد بن الحسين، أبو سمية، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحـي قاره بيبـان، أ.د. مصطفى رجب، محمد عمر غرس الله، محمد أحمد عزوز، سامح لطف الله، رافع القارصي، د- جابر قميحة، عواطف منصور، عزيز العرباوي، د. عبد الآله المالكي، محمد شمام ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د.محمد فتحي عبد العال، د. خالد الطراولي ، وائل بنجدو، علي الكاش، عراق المطيري، ياسين أحمد، خالد الجاف ، حميدة الطيلوش، د. أحمد محمد سليمان، محمد يحي، محمد الطرابلسي، حاتم الصولي، محمود طرشوبي، فهمي شراب، سفيان عبد الكافي، مراد قميزة، سعود السبعاني، أحمد بوادي، حسن عثمان، سيد السباعي، إسراء أبو رمان، طلال قسومي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، جاسم الرصيف، رافد العزاوي، د - محمد بنيعيش، سلوى المغربي، رحاب اسعد بيوض التميمي، ضحى عبد الرحمن، صباح الموسوي ، فتحي العابد، أحمد الحباسي، د - المنجي الكعبي، سليمان أحمد أبو ستة، د - شاكر الحوكي ، أحمد النعيمي، محرر "بوابتي"، د. طارق عبد الحليم، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، الهادي المثلوثي، مصطفي زهران، صفاء العراقي، محمد الياسين، سامر أبو رمان ، عبد الله الفقير، سلام الشماع، علي عبد العال، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صفاء العربي، د - مصطفى فهمي، محمد اسعد بيوض التميمي، د - صالح المازقي، ماهر عدنان قنديل، الهيثم زعفان، نادية سعد، رشيد السيد أحمد، أنس الشابي، د - عادل رضا، يحيي البوليني، الناصر الرقيق، د. صلاح عودة الله ، إياد محمود حسين ، د. عادل محمد عايش الأسطل، فوزي مسعود ، العادل السمعلي، رضا الدبّابي، د- هاني ابوالفتوح، د- محمود علي عريقات، د. أحمد بشير، تونسي، أشرف إبراهيم حجاج، عمر غازي، عبد الغني مزوز، فتحي الزغل، عبد الله زيدان، كريم فارق، د- محمد رحال، د - الضاوي خوالدية، مصطفى منيغ، المولدي الفرجاني،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة