البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

قراءة في العلاقة بين المركزية النقابية والرئيس بتونس

كاتب المقال عادل بن عبد الله - تونس   
 المشاهدات: 1074



لا أحد في تونس يستطيع أن ينكر دور النقابات في مقاومة الاستعمار وفي إسقاط المخلوع، ولكن لا أحد ينسى أن المركزية النقابية كانت جزءا من منظومة الحكم منذ بناء "الدولة- الأمة"، وأنها كانت ركيزة من ركائز حكم المخلوع حتى آخر أيامه. فرغم سقوط مئات القتلى والجرحى، لم تعلن تلك المركزية النقابية الإضراب العام، كما فعلت فيما بعد زمن الترويكا لأسباب أقل قيمة، واكتفت بإضرابات جهوية حاولت أن تخفف بها غضب منظوري الاتحاد دون أن تدفع بأزمة النظام إلى الأقصى.

أما بعد الثورة فقد لعبت المركزية النقابية دور "الحليف الاستراتيجي" لكل ورثة المخلوع وحلفائهم، بدعوى ممارسة دورها "الوطني" الذي يتجاوز المستوى المطلبي المحض، لتتدخل في السياسة دفاعاً عن "النمط المجتمعي التونسي" ومكاسبه ضد القوى "الرجعية" و"الظلامية".

ولفهم موقف المركزية النقابية من انقلاب 25 تموز/ يوليو وطبيعة علاقتها بالرئيس، بل علاقتها ببراديغم النظام الرئاسي منذ تشكل الدولة الوطنية، فإن علينا أن نتجاوز - من جهة أولى - التعريف التقليدي للاتحاد باعتباره جزءا من المجتمع المدني (في بعده النقابي)، وباعتباره "حكما" يقف في اللعبة السياسية بعد الثورة على مسافة واحدة من مختلف الخصوم، كما ينبغي علينا أن نستحضر - من جهة ثانية - أنّ الاتحاد كان منذ بناء "الدولة الوطنية" شريكا اجتماعيا لكل منظومات الحكم المتعاقبة، بل كان جزءا بنيويا من تلك المنظومات رغم ما يشوب "الشراكة" أحيانا من خلافات قد تبلغ درجة الاصطدام بالدولة وتحريك الشارع لمواجهتها، كما حصل سنتي 1978 و1984.

لقد أعطى دورُ "الشريك الاجتماعي" للاتحاد هوية ملتبسة أو مركّبة، فهو طرف أساسي في تحديد السياسات العامة للدولة وشرعنتها. كان الاتحاد - في منظومة الحكم الاستبدادية - يتحرك باعتباره معارضةً "مدنية" معترفا بها، تشبه الحوانيت الحزبية التي شكلت الديكور الديمقراطي الصوري في تونس، أي كان جزءا من المعارضة الوظيفية التي هي أقرب إلى الحليف منها إلى الخصم أو العدو الذي يمثل تهديدا جديا للنواة الصلبة لمنظومة الحكم.

لم يكن الاتحاد جزءا من أجهزة الدولة ولم يكن أيضا خارجها، سواء بحضوره في مراكز القرار أو بدعمه لسياسات الدولة وباستهداف خصومها. لقد كان الاتحاد واقعيا أداة من أدوات الضبط والمراقبة التي كانت تعضد آلتي القمع الجسدي والفكري خلال لحظتي الحكم الدستورية والتجمعية، خاصةً في حرب النظام المفتوحة على الإسلاميين وعلى جميع أصوات المعارضة الوطنية.

بعد الثورة استطاعت المركزية النقابية أن تستثمر نضالات النقابيين ودورهم الثابت في سقوط النظام لتدفع بمسؤوليتها السياسية والأخلاقية في نظام المخلوع إلى دائرة "اللا مفكر فيه"، أو دائرة ما يُمنع التفكير فيه أو التعبير عنه في وسائل الإعلام. ولذلك توجهت كل السرديات الثورية إلى انتقاد الفاعلين السياسيين (رموز النظام) أو الاقتصاديين (رجال الأعمال) والدعوة لمحاسبتهم، لكن دون تعميم منطق المساءلة والمحاسبة ليشمل شركاءهم "الاجتماعيين" في المركزية النقابية. كما استفادت المركزية النقابية من منطق "استمرارية الدولة" (وهو في تقديرنا جذر الانقلابات وأصل فشل الانتقال الديمقراطي) لتعيد إحياء تقاطعاتها القديمة مع أجهزة الدولة، بالتحالف مع واجهاتها الحزبية وأذرعها المدنية والإعلامية المتضررة من الواقع السياسي الجديد. وبذلك وجدنا أنفسنا أمام "تعامد وظيفي" (اعتماد متبادل) بين المركزية النقابية وبين أغلب مكونات المنظومة القديمة، الأمر الذي سينعكس على المشهد السياسي التونسي ويزيد في إرباكه وأدلجته، منذ أشغال "الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي"، مرورا بالمجلس التأسيسي ومرحلة التوافق، وانتهاء بـ25 تموز/ يوليو وما أعقبها من مراسيم.

قد يكون من اليسير علينا أن نرجع موقف الاتحاد السلبي من البرلمان إلى غلبة الطيف الإسلامي عليه (حركة النهضة)، كما قد يكون من الهيّن أيضا أن نردّ مساندة المركزية النقابية للرئيس إلى اشتراكهما في عداء الإسلام السياسي وحلفائه المحليين والإقليميين، ولكنّ هذا التحليل - على إغرائه - يظل سطحيا ويحتاج إلى تعميق.

فتاريخ الاتحاد مرتبط بالنظام الرئاسي، ومحاوره أو "شريكه السياسي" كان دائما قصر قرطاج لا قصر باردو (برلمان صوري بلا أي دور تشريعي أو رقابي حقيقي) أو القصبة (وزير أول هو مجرد مدير تنفيذي لقرارات الرئيس و"توجيهاته"). كما أنّ العقل السياسي المهيمن على المركزية النقابية (وهو مرتبط بسرديات شمولية يسارية وقومية وبيروقراطية تربّت على منطق عبادة الزعيم) يميل إلى محاورة سلطة ممركزة ومشخصنة. وإذا ما ربطنا بين ما تقدم (هيمنة خصم أيديولوجي على الديمقراطية التمثيلية وعلى النظام البرلماني المعدّل وهيمنة البراديغم الرئاسي على تاريخ الاتحاد ووعي قياداته المؤدلجة)، فإننا نفهم انحياز المركزية النقابية إلى الرئيس قيس سعيد بعد 25 تموز/ يوليو، رغم أنه لم يكن مرشحها المفضل قبل ذلك التاريخ، فقد كان مرشح المركزية النقابية هو عبد الكريم الزبيدي أحد رموز النظام القديم.

إن محاولتنا "عقلنة" موقف الاتحاد من الصراعات السياسية في تونس؛ لا ترفع إشكالا جوهريا يمكن أن نصوغه بالشكل التالي: بدفاعها عن الرئيس التونسي وإجراءاته - رغم إصراره على المضي "وحيدا" ودون أي "شريك" لتغيير النظام السياسي وتعديل الدستور - هل يمكن للمركزية النقابية أن تحقق مكاسب أفضل مما حققته خلال "العشرية السوداء"، أو أن تحافظ على موقعها التفاوضي القوي الذي وفّره لها ضعف المنظومة الحاكمة بعد الثورة، والذي سيتعرض إلى تهديد وجودي إذا ما نجح الرئيس في تحويل "مشروعيته" إلى شرعية "مدسترة" عبر استفتاء شعبي عام؟

رغم انحيازها الصريح للمنظومة القديمة بحكم تقاطع المصالح الرمزية والمادية بين الطرفين، تدرك المركزية النقابية أن تقاطع الرئيس مع تلك المنظومة ومع حلفائها الإقليميين لن يوفر لها أي ضمانة إذا ما ذهب هذا الأخير بمشروعه السياسي إلى نهاياته المنطقية (إلغاء الحاجة إلى الأجسام الوسيطة، أي إلغاء الحاجة ليس إلى الأحزاب فقط، بل الحاجة إلى جميع الأجسام الوسيطة في الديمقراطية التمثيلية بما فيها النقابات ومنظمات المجتمع المدني)، وهو ما يفسر إلى حد كبير اتخاذ المركزية مسافة نقدية من الرئيس دون السعي إلى إضعافه أو التحالف مع خصومه. ولا يعني ذلك إلا الضغط على ساكن قرطاج لتعديل بوصلته؛ بصورة تضمن تشريك الاتحاد في إدارة مرحلة الاستثناء وفي إعادة هندسة المشهد السياسي بعد تلك المرحلة.

لا شك في أن الاتحاد - مثل أغلب مكونات المنظومة القديمة وحلفائها - يرغب في عودة النظام الرئاسي ولا يرى حرجا في مركزة السلطة وشخصنتها، بل لا شك في أنه يرى في انقلاب الرئيس فرصة للتخلص من حركة النهضة، أو على الأقل لتهميش دورها السياسي المرتبط بالنظام البرلماني المعدّل. ولكنه رغم هذا التقاطع المؤكد مع مشروع الرئيس في هذه النقطة، يدرك جيدا أن إقصاءه من هندسة المشهد السياسي القادم - مثلما وقع مع الأحزاب بما فيها أحزاب الحزام البرلماني للرئيس - سيجعله مجرد ملحق وظيفي بقصر قرطاج، بل قد يحوله إلى وسيط لا وظيفي يمكن الاستغناء عنه عند استواء "الديمقراطية القاعدية" على سوقها. وهو ما يعني أن الاتحاد سيظل مساندا للرئيس إذا ما رضي هذا الأخير بالوقوف عند مستوى تعديل النظام السياسي؛ دون أن يتحول إلى خطر وجودي على الاتحاد وحلفائه في الأحزاب والمجتمع المدني. ولكنّ المركزية النقابية ستنحاز إلى قوى المعارضة إذا ما أصر الرئيس على تنزيل مشروعه السياسي دون تقديم أي تنازلات.

إننا أمام فرضيتين لا يمكن ترجيح إحداهما في الوقت الحالي بصورة يقينية، وإن كنا نميل إلى أن خراج الصراعات كلها لن يذهب إلا إلى خزائن المنظومة القديمة؛ ما دام الاتحاد هو المحدد الأساسي لمخرجات الأزمة الحالية كما كان في جميع ما سبقها من أزمات دورية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إنقلاب قيس سعيد، تونس، الإنقلاب في تونس، إتحاد الشغل، حركة النهضة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-11-2021   المصدر: عربي 21

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رمضان حينوني، يحيي البوليني، العادل السمعلي، محمود طرشوبي، سامر أبو رمان ، محمد العيادي، محمد الطرابلسي، محمود سلطان، صالح النعامي ، د - محمد بنيعيش، عزيز العرباوي، د- هاني ابوالفتوح، عبد الله زيدان، وائل بنجدو، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. أحمد بشير، الناصر الرقيق، رافد العزاوي، د. طارق عبد الحليم، سلام الشماع، الهيثم زعفان، صفاء العراقي، كريم السليتي، عمار غيلوفي، د. أحمد محمد سليمان، محمد عمر غرس الله، حاتم الصولي، سفيان عبد الكافي، إيمى الأشقر، د- محمد رحال، حسن عثمان، تونسي، أحمد بوادي، حميدة الطيلوش، فوزي مسعود ، محمد أحمد عزوز، محمد اسعد بيوض التميمي، علي الكاش، د - شاكر الحوكي ، د. صلاح عودة الله ، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمود فاروق سيد شعبان، د - محمد بن موسى الشريف ، سليمان أحمد أبو ستة، محمد يحي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أ.د. مصطفى رجب، ضحى عبد الرحمن، فهمي شراب، رشيد السيد أحمد، ياسين أحمد، د - الضاوي خوالدية، خبَّاب بن مروان الحمد، أشرف إبراهيم حجاج، عمر غازي، عواطف منصور، محمد شمام ، سعود السبعاني، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - مصطفى فهمي، رضا الدبّابي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عراق المطيري، سامح لطف الله، يزيد بن الحسين، عبد الرزاق قيراط ، صلاح المختار، فتحي الزغل، رافع القارصي، مجدى داود، مصطفي زهران، الهادي المثلوثي، د - المنجي الكعبي، مصطفى منيغ، أبو سمية، صباح الموسوي ، خالد الجاف ، د - صالح المازقي، د. عادل محمد عايش الأسطل، طلال قسومي، فتحي العابد، كريم فارق، سيد السباعي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الله الفقير، علي عبد العال، محرر "بوابتي"، منجي باكير، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- محمود علي عريقات، محمد الياسين، مراد قميزة، د. عبد الآله المالكي، صفاء العربي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، إسراء أبو رمان، المولدي الفرجاني، سلوى المغربي، صلاح الحريري، حسن الطرابلسي، د- جابر قميحة، جاسم الرصيف، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الغني مزوز، إياد محمود حسين ، أنس الشابي، أحمد الحباسي، ماهر عدنان قنديل، د. خالد الطراولي ، أحمد ملحم، د - عادل رضا، أحمد النعيمي، فتحـي قاره بيبـان، نادية سعد،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة